دان براون مؤلف أمريكي لقصص الخيال العلمي و الإثارة من مواليد عام 1964، له عدة روايات أشهرها شيفرة دافنشي و التي تحولت فيما بعد إلى إنتاج سينمائي ضخم. ومن الروايات التي ألفها هذا الكاتب :حديقة الخديعةو ( ملائكة و شياطين) و الرمز المفقود و الجحيم و روايته الأخيرة كانت بعنوان الأصل.
تعد هذه الرواية باكورة أعمال دان براون تدور أحداث الرواية في أماكن متفرقة وهي الولايات المتحدة الأمريكية ( و بالتحديد في أروقة وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA) و في اسبانيا ( سيفيلا وهي مدينة أشبيلية) و في اليابان أيضا، تبدأ أحداث الرواية بطلب ستراثمور (مساعد المدير) لرئيسة محللي الشفرات سوزان فليتشر للمجيئ ل مبنى الكريبتو ب (NSA) و ف الوقت ذاته تصل رسالة ل ديفيد بيكر ( اختصاصي لغات) تدعوه للحضور لمبنى الوكالة للاجتماع مع اختصاصيو التشفير في الوكالة و بعدها التقى بسوزان و دار بينهما حديث حول الوكالة وعملها، ثم بدأت الأحداث الرئيسية تتوالى ف بعد قيام الوكالة بصنع جهاز حاسوب عملاق سمي ب ( الترانسلتر) و الذي يعمل على مراقبة شبكة الإنترنت حول العالم و تفكيك الشفرات، قام اينسي تانكادو (أحد موظفي NSA السابقين) ب التمرد و ذلك لأنه لم يتفق مع ما تقوم به الوكالة حيث اعتبر أن الوكالة تتجسس على مستخدمي شبكة الإنترنت و قام بعمل تشفير غريب من نوعه تحدى به الوكالة يهدف لإبطال عمل الترانسلتر أسماه بالحصن الرقمي، أُعتقد في البداية أن اينسي تانكادو يهدف لتدمير الترانسلتر و لكن في نهاية أحداث الرواية اتضح أنه كان يريد من الوكالة أن تعترف بوجود الترانسلتر و توضح العمل الذي تقوم به فقط و يقوم هو باعطائهم مفتاح فك الشيفرة.
أرسل اينسي تانكادو ل ستراثمور يخبره بأمر الحصن الرقمي و أخبره أنه يوجد هناك نسختين من مفتاح المرور و لو تم التعرض ل اينسي سيقوم شريكه بنشر مفتاح المرور و ستصبح المعلومات السرية لدى NSA متاحة للجميع و اتضح أن ذلك مجرد خدعة في نهاية الأمر حاول ستراثمور لمدة شهرين أن يفك الشفرة و لم يستطع بعد ذلك طلب من سوزان مساعدته،
أصبحت وكالة NSA رهينة الاعتقال بسبب شفرة مخادعة كانت قادرة على تعطيل نظام الاستخبارات في أمريكا.
اينسي كان يتواجد في اسبانيا و قد تم ارسال ديفيد بيكر و هولوهت ( مجرم برتغالي) للقضاء على اينسي نفذ هولوهت ما أمر به و تصاعدت الأحداث بعد موت اينسي و ديفيد بيكر حاول الحصول على المفتاح وبعد أحداث كثيرة حصل عليه، الشيء الغريب أن اينسي قد أشار لهم بمفتاح المرور قبل موته، ولم يستطع أحد فك الشفرة سوى سوزان و خطيبها بيكر و استطاعوا فعل ذلك قبل ثوان بسيطة عن تعطل الترانسلتر الذي تبلغ قيمته حوالي ٢ مليار دولار.
نشرت الرواية لأول مرة في عام ١٩٩٨ أي مع بداية ظهور الإنترنت تقريبا فموضوع تقني مثل هذا في ذلك الوقت و خصوصا أن الإنترنت لم تكن استخداماته ك استخدامات العصر الحالي يعد موضوعا عجيبا، ف الرواية تحدثت عن الحرية الشخصية للأفراد و حقهم في حفظ خصوصياتهم من أن يطلع عليها أحد و تحدثت من جانب آخر عن أهمية مثل هذه الوكالة في حماية الناس حيث أنها استطاعت إبطال العديد من عمليات الاغتيال و تهريب المخدرات و غيرها من الجرائم بفضل معلومات هذه الوكالة و بذلك يكون دان براون قد ناقش موضوع الحد الفاصل بين حرية الأشخاص و واجب حمايتهم من قبل الدولة و الذي يعرف ب الأمن القومي
و هناك عبارة في الرواية تقول :
" إذا كنا نحن حراس المجتمع إذا من سوف يراقبنا و يتأكد من أننا لسنا خطرين، من سيحرس الحرس؟؟"
في الرواية العديد من التفاصيل التقنية و التي قد لا يفهمها الكل و بالتالي يصاب بالملل و لكن أسلوب الكاتب كان شيقا لدرجة كبيرة جدا قادرة على كسر ذلك، و التشويق استمر لآخر الصفحات في الرواية لدرجة أنه من الصعب جدا توقع الأحداث بل أن الأحداث تكون صادمة للتوقعات، و كذلك ما يميز الكاتب سهولة التنقل بين الأحداث و المناطق حيث وكما ذكرت أن الرواية تدور أحداثها في أكثر من مكان فكان يجيد التنقل بينهن و كذلك كان يعطي تفاصيل كثيرة للأماكن و كأنك تكون في المكان نفسه من دقة الوصف.
في موضوع اكتشاف كلمة السر كان الكاتب ذكي في توظيف الهجوم النووي على اليابان و ربطه بكلمة السر التي تم من خلالها إيقاف مفعول الحصن الرقمي... أترك اكتشاف ذلك للقارئ .
عموما اتضح جليا في نهاية الرواية أن الكاتب أراد أن يظهر قوة الوكالات الأمريكية السرية و نفوذها.
الرواية و كأنها فيلم سينمائي جمع بين الغموض و الأكشن و استطاع الكاتب كذلك توظيف العاطفة من خلال قصة حب سوزان و ديفيد بيكر.
ملاحظة
الأحداث في النبذة ليست بالترتيب الذي ورد في الرواية، هنا مجرد سرد عام لأهم أحداث الرواية.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel