عن المؤلف:

بكر بن عبد الله بن محمد بن أبوزيد أحد كبار علماء الدين المعاصرين في المملكة العربية السعودية. تولى عضوية المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، وعضوية مجلس القضاء السعودي، وعضوية هيئة كبار العلماء السعودية واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

عن الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد، فإن الأمة تمر بمخاطر من أشأمها سعى بعضهم إلى إشاعة الفاحشة ونشرها فجاءت هذه الرسالة تنير السبيل في أصولالفضيلة وحراستها وحث المؤمنات على التزامها، وفي كشف دعاة المرأة إلى الرذيلة وتحذير المؤمنات منالوقوع فيها .

الفصل الأول: في ذكر عشرة أصول للفضيلة

الأصل الأول : وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة:-

الفوارق بين الرجل والمرأة الجسدية والمعنوية والشرعية ، ثابتة قدراً وشرعاً، وحساً وعقلاً، فالله سبحانه خلقالرجل والمرأة شطرين للنوع الإنساني ( وأنّه خلَق الزوجين الذكر والأنثى ( [النجم: 45] يشتركان في عِمارةالكون والعبودية لله، بلا فرق بينهما في الإيمان،والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب، والفضائل والحقوقوالواجبات ( مَن عَمِلَ صالحاً مِن ذكرٍ أَو أُنثى وَهُو مؤمن فلنحْيِيَنَّه حياة طيبة ( [النحل: 97] .

لكن الذكر ليس كالأنثى ففي الذكورة كمال خَلقي، وقوة طبيعية، والأنثى أنقص منه خلقة وجِبِلَّة وطبيعةً، لمايعتريها من الحيض والحمل والإرضاع وشؤونه، وتربية الأجيال.

ونتج عن هذا الاختلاف بينهما في القُدرات الجسدية، والعقلية،والعاطفية، والذي عنى الاختلاف في بعضأحكام التشريع فخصَّ الله سبحانه الرجال بما يلي:

1. جعلهم قوامين على البيوت بالحفظ والرعاية والكسب والإنفاق( الرجال قَوَّامونَ على النسَاء بِما فضَّل اللهُبعضهمْ على بعضٍ وبِما أنفقوا مِن أمْوالهم ( [النساء: 34] .

2. أن النبوة والرسالة لا تكون إلا في الرجال ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم ( [يوسف: 109]

3. أن سائر الولايات كالولاية العامة والولاية في النكاح، لا تكون إلا للرجال.

4. خص الرجال بالكثير من العبادات مثل : فرض الجهاد، والجُمع، والجماعات.

5. جُعل الطلاق بيده، والأولاد ينسبون إليه.

6. للرجل ضعف ما للأنثى في الميراث والدية والشهادة والعقيقة.

هذه وغيرها من الأحكام هو معنى قوله تعالى : (وللرجال عليهن درجة([228 البقرة] .

وأما الأحكام التي اختص الله بها النساء فكثيرة تنتظم أبواب الفقه كاملة، ومنها ما يتعلق بحجابها حراسةفضيلتها، ونستفيد مما سبق ثلاثة أمور:

1- الإيمان والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء الحسية والمعنوية والشرعية.

2- لا يجوز لواحد أن يتمنى ما خص الله به الآخر، لأنه عدم رضا بحكم الله وشرعه، قال سبحانه ( ولا تتمنوامَا فضَّل الله به بعضكم على بعض ( [النساء: 32] وقد نزلت في نساء تمنين منازل الرجال فنهى الله عبادهعن الأماني الباطلة.

3- إذا كان هذا النهي عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، ويناديبإلغائها؟

ولو حصلت المساواة في جميع الأحكام مع الاختلاف في الخِلقة والكفاية؛ لكان هذا انعكاساً في الفطرة،ولكان هذا هو عين الظلم للفاضل والمفضول، بل ظلم لحياة المجتمع الإنساني.

الأصل الثاني: الحجاب العام:

الحجاب بمعناه العام : المنع والستر، فرض على كل مسلم من رجل أو امرأة، ، الرجل مع الرجل، والمرأة معالمرأة، والرجل مع المرأة والعكس، كلٌّ بما يناسب فطرته.

فواجب على الرجال ستر عوراتهم من السرة إلى الركبة عن الرجال والنساء، إلا عن زوجاتهم.

ولا يصلي أحدهما وهو عريان، ولو كان وحده بالليل في مكان لا يراه أحد.

ونهى النبي ( عن المشي عُراة فقال : "لا تمشوا عراة" صحيح مسلم .

ونهى النبي ( إذا كان أحدنا خالياً أن يتعرى فقال ( : "فالله أحق أن يستحيا منه من الناس" .

ونهى الرجال عن الزينة المخلة بالرجولة من التشبه بالنساء في لباس أو حلية أو كلام.

ونهى الرجال عن الإسبال تحت الكعبين، والمرأة مأمورة بإرخاء ثوبها قدر ذراع لستر قدميها

الأصل الثالث: الحجاب الخاص:

الحجاب لغة هو السَّتر والحيلولة والمنع، وشرعاً : ستر المرأة جميع بدنها وزينتها، بما يمنع الأجانب عنهامن رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها.

أما ستر البدن : فيشمل جَميعه، ومنه الوجه والكفان، وأما ستر زينتها : فهو ستر ما تتزين به المرأة خارجاًعن أصل خلقتها، ( ولا يبدين زينتهن ( [النور: 31] والمستثنى في قوله تعالى: (إلا ما ظهر منها ( هو ظاهرالجلباب، وكما لو أزاحت الريح العباءة عما تحتها من اللباس، أما الزينة التي تتزين بها المرأة، ويلزم منهارؤية شيء من بدنها، مثل: الكحل في العين، فإنه يتضمن رؤية الوجه أو بعضه، وكالخضاب والخاتم، فإنرؤيتهما تستلزم رؤية اليد فليست مرادة هنا.

والحجاب يتكون من أمرين: ملازمة البيوت، وستر جميع بدنها، ومنه الوجه والكفان والقدمان، وستر زينتهاالمكتسبة بما يمنع الأجانب عنها رؤية شيء من ذلك، ويكون هذا الحجاب بـ الجلباب والخمار.

وصفة لبس الخمار: أن تضع المرأة الخمار على رأسها، ثم تلويه على عنقها على صفة التحنك والإدارة علىالوجه، ، ثم تلقي بما فضل منه على وجهها ونحرها وصدرها، وبهذا تتم تغطية ما جرت العادة بكشفه فيمنزلها .

ويشترط لهذا الخمار: أن لا يكون رقيقاً يشف عما تحته من شعرها ووجهها وعنقها ونحرها وصدرهاوموضع قرطها.

أما الجلباب فهو كساء كثيف تشتمل به المرأة ويشترط فيه ما يلي:

1- أن تكون كثيفة لا شفافة رقيقة

2- أن لا تكون مزينة أو مطرزة

3- ألا يكون لها خاصية الالتصاق.

4- أن تكون واسعة لا تبدي تقاطيع الجسم.

5- أن يكون لبسها من أعلى الرأس لا على الكتفين

6- وأن تكون ساترة من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين.

اقتباسات من الكتاب:
رأي القارئ:
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel
Comments to: حراسة الفضيلة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ارفاق صور، فقط إمتدادات PNG,JPEG,JPG and GIF مسموحة.

آخر الإضافات

حمد البحري عضو منذ January 6, 2022 حمد بن يعقوب بن ناصر البحري، إن أريد إلا إلاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، طالب تمريض في جامعة السلطان قابوس، شغوف بالتصوير والمونتاج والتصميم ومحب للقراءة وتطوير الذات. https://hamedalbahri.odoo.com/ هل تعجبك مقالات حمد البحري؟ تابعني على منصات التواصل الإجتماعي

الأكثر رواجًا

لا يوجد لديك حساب؟ سجل الآن!
الاسم الأول*
الاسم الأخير*
اسم المستخدم*
يسمح بكتابة الحروف الإنجليزية والأرقام فقط
البريد الإلكتروني*
كلمة المرور*
تأكيد كلمة المرور*