محمود محمد شاكر (أبو فهر) أديب ولغوي مصري (1909 - 1997) دافع عن العربية في مواجهة التغريب. اطلع على كتب التراث وحققالعديد منها. أقام منهجه الخاص في الشعر وسماه منهج التذوق. خاض الكثير من المعارك الأدبية حول أصالة الثقافة العربية، ومصادر الشعر الجاهلي.
له عدة مؤلفات أبرزها:
سلسلة التاريخ الإسلامي، القوس العذراء ، أباطيل وأسمار، المتنبي ، الكشوف الجغرافية.. دوافعها .. وحقيقتها.
هذا الكتاب أو "الرسالة" مستل من مقدمة كتابه (المتنبي).
قال المؤلف: بهذا الكتاب أردت ان تقف بالدليل الواضح على أن المنهج الذي استطعت أن أمهده لفكري، كان نابعا من صميم المناهج الخفية التى سن لنا آباؤنا وأسلافنا طُرُقها. وأن كل جهدى فيه هو معاناة كانت مني لتبين دروبها ومسالكها، ثم إزالة الغبار الذي طمس معالمها، ثم ان أجمع ما تشتت أو تفرق من أساليبها معتمدا على دلالات اللسان العربي. لأن كل ذلك مخبوء تحت ألفاظ هذا اللسان العربي ومستكن في نظم هذا اللسان العربي وهذا يكاد يكون أمراً مسلما ببديهة النظر في شان كل لغة وتراثها.
ويجيب الكتاب عن أسئلة مهمةٍ جداً، كيف انتقلنا من أمة تسود العالم إلى أمة تلهث وراء ذيل أعدائها، وتقتات على فضلاتهم؟ كيف انهزمنا؟وما أبعاد المعركة؟ وهل هي مستمرة أم انتهت؟
فأوضح في البداية مفهوم الثقافة وبيان منهجه في الوصول والاستدلال عليه. ثم تصدى لاستشراق المسيحية الشمالية من خلال بيان اليقظةالتي صاحبت أوروبا في العصور الحديثة والأهداف والأساليب التي رافقت هذه الصحوة من أجل غزو بلاد الاسلام فكرياً بعد أن أثبتت حروبهم الصليبية السابقة فشلها. وأن هذا الغزو قام على ثلاثة عناصر وهي:
- التبشير (التنصير): لنشر التعاليم المسيحية في العالم الاسلامي.
- الاستعمار: وتاريخنا المعاصر مليء بشواهده وأحداثه.
- الاستشراق: أي تعلم (الغربيين) لغة وآداب وثقافة (اللغة العربية) ثم يقوم المستشرق باعادة كتابة تاريخنا وثقافتنا وديننا بلغته هو ليسقط عليها أفكاره وثقافته.
وسرد المؤلف أحداث التاريخ مفنداً كذب وخداع المستشرقين، والطرق التي اتبعوها لبسط المسيحية الشمالية على العالم الاسلامي الجنوبي. للقضاء على أي أمل في عودة اليقظة الإسلامية.
وختم رسالته بالتأكيد على أن التفريغ الممنهج لتثافتنا وحضارتنا مستمر الى يومنا هذا. مستمر على أيدي بعضنا ممن نبذوا تاريخنا وحضارتنا بحجة القديم وتمسكوا بحضارة الغرب بحجة الجديد أو التجديد.
وعاب على الذين سطوا على ثقافة الغرب كما هي ولم يزيدوا عليها ويجددوها بناء على ثقافتنا. "رفض القديم والاستهانة به، دون أن يكون الرافض ملماً بحقيقة هذا القديم" و "الغلو في شأن الجديد دون أن يكون صاحبه متميزاً في نفسه تميزاً صحيحاً بأنه جدد تجديداً نابعاً مننفسه وصادراً عن ثقافةٍ متكاملةٍ متماسكة".
▪️ لخصه: يعقوب بن نبهان الخروصي (بتاريخ 16 صفر 1441هـ - 15 أكتوبر 2019م).
"بهذا الكتاب أردت ان تقف بالدليل الواضح على أن المنهج الذي استطعت أن أمهده لفكري، كان نابعا من صميم المناهج الخفية التى سن لنا آباؤنا وأسلافنا طُرُقها. وأن كل جهدى فيه هو معاناة كانت مني لتبين دروبها ومسالكها، ثم إزالة الغبار الذي طمس معالمها، ثم ان أجمع ما تشتت أو تفرق من أساليبها معتمدا على دلالات اللسان العربي. لأن كل ذلك مخبوء تحت ألفاظ هذا اللسان العربي ومستكن في نظم هذا اللسان العربي وهذا يكاد يكون أمراً مسلما ببديهة النظر في شان كل لغة وتراثها."
أعجبت بالكتاب (فكرةً ولغةً وتحليلاً).
فهو بحق كتاب شائق ومفيد. وأنصح به.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel