الفكرة: تتحدث الرواية عن أب وأم انطلقا للبحث عن ابنهما الذي تركاه هناك في حيفا قبل عدة أعوام عندما هجم الاحتلال الصهيوني على المدينةِ. وفيطريقهما يستعيدان ذكريات ذلك اليوم، ويستحضران الأمل بإيجاد ابنهما الذي تركاه رضيعا هناك.
وفي حيفا يجدان عائلة صهيونية قد سكنت منزلهما - وعلى الهامش - لم تغير العائلة الصهيونية في البيت شيئا!
ويبدو أن هذه العائلة قد تولت تربية ابنهما والعناية به؛ ليغدو جنديا في الاحتلال الصهيوني، يهودي المعتقد غير معترف بأصوله الفلسطينية ولا بأبويهالحقيقين. وبذلك يعود الأبوان أدراجهما خائبين.
ومن الجدير بالذكر أن ابنهما الثاني كان يعمل في المقاومة الفلسطينية.
التعليق: الرواية تطرح القضية الفلسطينية من زاوية مهمة، ففي مرحلة معينة وعندما بدأ الاحتلال الصهيوني وبدأ معه التهجير والتنكيل بالفلطسينين بداوكأنهم لم يدركوا خطورة الوضع وتآمر الجميع عليهم، فرحل العديد منهم ببساطة، وتركوا خلفهم أرضهم وفلسطينهم بألم وأمل في العودة تماما كما ترك الأبوانالرضيع؛ بيد أن مشاغل الدنيا وتآمر كل الأمم عليهم أنستهم أو لربما أجبرتهم على التناسي مؤقتا.
وعندما استيقظوا أدركوا حجم التآمر وحجم التقصير في آن واحد، فأرادوا أن يعودوا أدراجهم بنفس البساطة التي تركوا فيها أرضهم ولكن هيهات !
تلك العائلة الصهيونية لم تغير شيئا في المنزل، تماما كما لم يغير الاحتلال في الثقافة الفلسطينية؛ بل ادعى أنها ثقافتهم وأنه تاريخهم وأنها أرضهم.
وأظنها تشير نوعا ما إلى حجم الخيانة التي مارسها أولئك الذين ينسبون أنفسهم وأصولهم لفلسطين، حتى بات الإخوة إخوة الأم والأب أعداء.
الأربعاء ٢٦ ربيع الثاني ١٤٤٠هـ
"أكبر جريمة يُمكن لأيّ إنسانٍ أن يرتكبها، كائنًا من كان، هي أن يعتقد ولو للحظة أنّ ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تُشكِّلُ حقّهُ في الوجود على حسابهم، وهي التي تبرر أخطاءه وجرائمه"
رواية جميلة وخفيفة سهلة الألفاظ واضحة المغزى، أنصح بها لمحبي القضية الفلسطينية وللمبتدئين.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel