جوستاين غاردر هو كاتب نرويجي ولد في الثامن من شهر أغسطس سنة 1952، ويعمل أستاذاً في الفلسفة وتاريخ الفكر وهو يمارس الأدب والتعليم معاً. اشتهر بكتابته للأطفال بمنظور القصة داخل القصة.
روايته هذه نشرت لأول مرة عام ١٩٩١ و قد أصبحت عام ١٩٩٥ الرواية العالمية الأكثر رواحا في شتى أنحاء المعمورة. وقد ترجمت إلى أكثر من ٥٣ لغة و بيع منها أكثر من ٣٠ مليون نسخة.
أولى أعماله كانت رواية سر الصبر.
سبب تأليف الكتاب:
باعتقادي يلخص الكاتب سبب تأليفه للكتاب من خلال الجملة الأولى في أول صفحات الرواية :
" الذي لا يعرف أن يتعلم دروس الثلاثة آلاف سنة الأخيرة يبقى في العتمة" غوته
عناصر الرواية و شخصياتها الأساسية :
- صوفي أمندسون
- البرتو كنوكس (معلم الفلسفة)
- هيلد
- مولر كناغ والد هيلد
- والدة هيلد و والدة صوفي
تبدأ الرواية حينما وجدت صوفي رسالة البريد التي وصلتها بدون عنوان ولا إشارة لكاتب الرسالة.
كانت الرسالة : من أنت؟
سؤال بسيط ولكننا قد لا نقدر على إجابته
ثم وجدت صوفي رسالة أخرى تحمل سؤالا آخر :
" من أين جاء العالم؟"
و بدأت بعد ذلك دروس الفلسفة تصلها عبر معلم الفلسفة ألبرتو كنوكس فبدأ معها ب ما هي الفلسفة؟
بعدها أنتقل معها للحديث عن فلاسفة الطبيعة وهم فلاسفة الأغريق و قد كان اهتمامهم ينصب في الظواهر الطبيعية ومنهم ديمقريطس ثم ينتقل للحديث عن سقراط و فلسفته لينتقل بعدها لأفلاطون (وهو تلميذ سقراط) ثم ينتقل للحديث عن أرسطو ( و هو تلميذ أفلاطون).
لينتقل بعدها لمرحلة أخرى وهي ( القرون الوسطى) و يتحدث عن فلسفة هذه المرحلة و أشهر فلاسفتها و أفكارهم التي كانت سائدة في تلك الفترة.
لينتقل بعد ذلك للحديث عن عصر النهضة و الثورة التقنية التي حدثت في هذا العصر.
ثم الحديث عن ديكارت و سبينوزا ليدخل بعد ذلك في مرحلة عصور التنوير لينتقل بعدها لفلسفة كانت و عرّج بعد ذلك للحديث عن أبرز فلاسفة الرومانسية و تحدث فيها عن هيغل و كيركيغارد ثم أنتقل للحديث عن ماركس ( نظرية التطور التاريخي للإنسان) ثم داروين ( نظرية النشوء و الإرتقاء) ثم فرويد ( التحليل النفسي) ثم الحديث عن الحقبة المعاصرة ( الوجودية) و ( المادية) ثم أنتقل في الأخير للحديث عن نظرية الإنفجار البدائي.
"الكتب لا تدلنا على الطريقة التي يجب علينا أن نعيش بها حياتنا، لكن قراءة ما فكر به الآخرون يمكن أن تساعدنا على تشكيل حكمنا الخاص على الحياة. "
"إذا كنت جزء من كل فلا يمكنك أن تدعي التوصل إلى معرفة ذلك الكل."
"من المستحيل أن يكون الإنسان سعيدا إذا تصرف على عكس قناعاته."
الرواية جميلة و صيغة صياغة جميلة فهي بمثابة قصة داخل قصة وهو الأسلوب الذي تميز به الكاتب إذ اتضح لي أن ألبرتو كنوكس و صوفي ما هم إلا شخصيات وهمية في الكتاب الذي كتبه كناغ والد هيلد لأبنته هيلد و أهداها إياه في عيد ميلادها و هم بدورهم شخصيات وهمية عند غاردر مؤلف الرواية ، كما أنها تحوي كم كبير من المعلومات، و أعجبني كذلك التدرج في ذكر الفلاسفة حسب الحقب التاريخية و بشكل متسلسل من الأقدم للأحدث و الربط بين فلسفة بعضهم البعض و تطور الآراء.
لغة الطرح جميلة و قد بسّط المؤلف الشرح و كأنه فعلا كان فقط يشرح الفلسفة لصوفي ( ١٤ عاما) و كانت الأمثلة التي استخدمها لشرح أفكار الفلاسفة سهلة الفهم و لكن قد تتوه بسبب تداخل أفكار الفلاسفة .
من حيث موضوع الرواية، موضوع جميل و شائق و فرصة جميلة أن أتعرف على الفلاسفة و أفكارهم بمختلف عصورهم، و بإمكان الرواية أن تكون لديك صورة عامة وواضحة عن تاريخ الفلسفة و بشكل متسلسل. لكن الذي لاحظته من الرواية اقتصار الكاتب على الفلسفة الغربية فقط ولم يتحدث عن فلاسفة المسلمين إلا في صفحة واحدة ذكر فيها ابن باجه و ابن الطفيل ابن رشد و الغزالي و ابن خلدون .
الرواية مثل ما ذكرت سابقا كانت في ٥٥٠ و هي طويلة نوعا ما لكن الترابط و التسلسل بين فصولها يجعلك متابعا و متشوقا لمواصلة القراءة.
هذه الرواية هي أول كتاب أقرأه في علم الفلسفة و إن كان قد أخذت سابقا مادة في الجامعة تحت مسمى فلسفة الأخلاق إلا أنني هذه الرواية تمهيد جميل لهذا العلم و أساس قد يكون ممتاز للتعرف على المدارس الفلسفية المختلفة.
الرواية بالمختصر هي عرض تاريخي للفلسفة الغربية و مقدمة جميلة لعالم الفلسفة.
تم إعداد الملخص بتاريخ ١٧/ إبريل / ٢٠٢٠ م
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel