ابتدأ المؤلف بترجمة مختصرة عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة فهو أحد كبار أئمة المذهب الإباضي الأوائل، عاش في القرن الأول والنصف الأول من القرنالثاني الهجري، ولد ونشأ في البصرة، أخذ علمه عن صحار العبدي، والإمام جابر بن زيد، وجعفر السمَّاك، أدرك عددا كبيرا من الصحابة منهم ابن عباس،وأنس بن مالك، وغيرهم.
اتصافه بالعلم والأخلاق والورع والحكمة والسياسة ورباة الجأش والصبر وغيرها من الصفات جعلته في قيادة الحركة الإباضية بعد وفاة الإمام جابر بن زيد.
بعد ذلك تحدث عن الظروف السياسية في عهد أبي عبيدة ومرحلة تكوين المعهد، فالدولة الأموية بعد اغتصابها للحكم أول عمل سياسي قامت به هو توظيفالنصوص الشرعية وفق هوى الحاكم الظالم، فجندت علماء السلاطين ليضيفوا الغطاء الشرعي لقمع أي معارضة لحكمهم الظالم، وحورب باسم الدين كل منلم يوافق على سياسة الأمويين.
وأبو عبيدة ممن طالته يد البطش الأموي، فاتخذ منهجا يتوافق مع معطيات المرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وقد غطت نشاطات أبي عبيدة اتجاهينأساسيين:
١- العناية بتنظيم الفرقة الإباضية.
٢- تعليم العقيدة الإباضية للطلبة الذين يتلقون العلم.
عمل على ذلك سرًّا في سرداب عميق للحفاظ على سلامتهم وسلامة الدعوة.
بعد ذلك عرج المؤلف على ذكر طلبة المعهد:
١- طلبة العراق:
- أبو غسان مخلد بن العمرد.
- خلف بن زياد البحراني.
- المعمر بن عمارة، وغيرهم.
٢- طلبة اليمن:
- وائل بن أيوب الحضرمي(أبو أيوب).
- سلمة بن سعد.
- طالب الحق عبدالله بن يحيى.
- أبو الخطاب المعافري.
٣- طلبة الحجاز:
- أبو سفيان محبوب بن الرحيل.
- محمد بن سلمة المدني.
- محمد بن حبيب المدني.
٤- طلبة عمان:
- الربيع بن حبيب.
- الجلندى بن مسعود.
- أبو حمزة الشاري.
- أبوعبيدة الصغير.
٥- طلبة خراسان:
- أبو منصور حاتم بن منصور.
- أبو عبدالله هاشم الخراساني.
- أبو يزيد الخراساني.
٦- طلبة مصر:
- عبدالله بن عباد المصري، وغيره.
٧- طلبة المغرب:
- محمد بن عبدالحميد الجناوني.
- أبو درار إسماعيل.
- عاصم السدراتي.
- عبدالرحمن بن رستم.
بعد ذلك تحدث المؤلف عن بعض التخصصات العلمية للمعهد، فذكر أنه كانت هنالك ثلاثة أنواع من المجالس:
١- مجالس قادة الحركة: يبحث فيها الشيوخ مخططات التنظيم، وتحدث ليلا، ولا يسمح للصغار بدخولها.
٢- مجالس العامة: وتكون للعامة حول الموضوعات الدينية بوجه عام.
٣- مجالس خاصة: للطلبة الذين يريدون دراسة العقية الإباضية أو التدرب على بث الدعوة.
ومن خلال هذه المجالس السرية شكل أبو عبيدة معهده النوراني وخرَّج طلبته الأفذاذ، كلٌّ حسب تخصصه وميوله.
ومن التخصصات في المعهد:
*العلوم الشرعية:
- قسم الدعوة والإرشاد.
- قسم الحديث وأصول الدين.
*العلوم السياسية:
- وبرع فيه ممن أقاموا الإمامات في اليمن وعمان والمغرب العربي.
- أرسل أبو عبيدة وفدا للخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز للتفاهم والتباحث وتسوية بعض القضايا التي تعود بالمصلحة على الأمة الإسلامية جمعاء، وكانالوفد برئاسة جعفر السمَّاك.
*العلوم العسكرية:
- وفي طليعة طلبة هذا العلم المختار بن عوف وصاحبه بلج بن عقبة، وما سطرته الكتب من فتوحاتهم.
وفي خاتمة الكتاب يبين المؤلف أن نتيجة هذا المعهد وأثره كانت بسبب الإخلاص، ثم التنظيم المتقن، ووضوح الهدف، والتدريب العملي، والعرض الصحيح للفكر.
"من الأقسام التي اعتنى بها المعهد أيضا قسم الحديث وأصول الدين؛ لما لهذا القسم العلمي من أهمية عظمى في تكوين الدول وبناء المجتمعات وتبصرة الناس بأمور دينهم وتعليمهم العبادات والأحكام، فمن يرد الله به خيرًا فقهه في الدين"
كتاب ممتاز ورائع جدا، أنصح به وبشدة خصوصا لمن هو مهتم بأخبار السلف والحديث عن حملة العلم.
ملاحظة:
- بين ثنايا الكتاب يسرد المؤلف بعض الأحداث والوقائع ولم أذكرها خشية الإطالة.
- توجد نقولات في الكتاب لمْ يعزُها المؤلف إلى مضانها، وليته فعلها لأجل الأمانة العلمية ولا يكتفى بالمراجع في الأخير.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel