▪️ عن المؤلف من الشبكة:
مالك بن نبي (1905- 1973م) مفكر جزائري، أحدث نقلة نوعية في الفكر الإسلامي الحديث، وأسس مفاهيم ومصطلحات فكرية وفلسفية غير مسبوقة. لقب بألقاب عديدة منها "فيلسوف العصر" و"فقيه الحضارة" و"منظّر النهضة الإسلامية".
له سجل حافل بالعطاء في مجالي فكر النهضة والدراسات القرآنية، إذ ألف أكثر من ثلاثين كتابا، منها:
"الظاهرة القرآنية" و"وجهة العالم الإسلامي" و"شروط النهضة" و"مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي" و"مشكلة الثقافة" و"الصراع الفكري في البلاد المستعمرة" و"الفكرة الآفروآسيوية" و"الكومنولث الإسلامي".
نُشر له بعد وفاته كتابان:
- "دور المسلم ورسالته في القرن العشرين" عام 1977م.
- "بين الرشاد والتيه" عام 1978م.
▪️ ترجمة: عبدالصبور شاهين
يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة أصدرها المؤلف تحت عنوان "مشكلات الحضارة" وهي تتكون من عشرين كتابًا؛ ناقش فيها مشكلات التخلف المزمنة لدى هذه الأمة، باحثًا عن السنن والقوانين الكفيلة بتحول الشعوب من الكَلالة والعجز إلى القدرة والفعالية، ومتخطيًا مشكلة الاستعمار ليعالج مشكلة (القابلية للاستعمار)، وموضحًا شروط النهضة، وأن مفاتيح الحل عند الذات لا عند الآخر.
صدر هذا الكتاب - وكثير من كتبه - باللغة الفرنسية، ثم تُرجم إلى العربية.
واشتمل على مقدمتين ومدخل، ثم مواضيع الكتاب وجداوله وفهارسه.
- المقدمة الأولى: للشيخ الدكتور محمد عبدالله دراز (مصري)، وهي في 7 صفحات، وتضمنت إيضاحات تاريخية حول فكرة الكتاب.
- والمقدمة الثانية: للعلاّمة محمود محمد شاكر(مصري)، وجاءت في 34 صفحة، وتصلح أن تكون كتابًا مستقلاً بما حوته من تأصيل وطرح لمسألة الشعر الجاهلي واتصاله بقضية إعجاز القرآن. مع بعض التنبيهات.
- والمدخل: وضعه المؤلف، وكان قد نَشَره مستقلاً بعد أن أُحرقت الأصول الأولى لكتابه، وقصد منه بيان فكرة الكتاب وتجميع عناصرها فيهذا المدخل، لتدارك ما يمكن تداركه. ثم أعاد تأليف الكتاب أو تجميع عناصره المتبقية وضمّ المدخل إليه.
وبعد المدخل عَنيَ بإثبات صحة دلائل النبوة وصِدق الوحي، وأن القرآن تنزيل من عند الله وليس ككلام البشر. كما استعرض بعض المقارنات بين آيات القرآن والكتب المقدسة لبيان دقة اللفظ وجزالة المعنى وعدم التحريف في القرآن الكريم.
ملحظ مهم:
أوضح المؤلف في هذه الدراسة أن ثمة مذهبين يحكمان تصورات الإنسان: أحدهما عقلي (ديكارتي/مادي)، والآخر عاطفي (قلبي/معنوي)، وأن الظاهرة القرآنية حققت الموازنة بين الشقّين.
كما نقد المؤلف فرضية المستشرق مرجليوث عن الشعر الجاهلي والتي تلقفها من بعده طه حسين حول علاقة الشعر الجاهلي بمسألة إعجاز القرآن.
ولكن في سياق حديثه عن إعجاز القرآن ومباينته لكلام العرب الذين نزل بلغتهم، وبالأخص عن الشعر الجاهلي الذي يُعتبر الأبلغ في كلام العرب. فإنه خرج عن مسار حديثه حينما قال: وهذا يدعونا إلى إعادة النظر في المنهج القديم لتفسير القرآن.
وكان الأولى به - وهذا ما قاله أ.محمود محمد شاكر في تقديمه للكتاب - أن يقول إن هذا يدعونا إلى دراسة (إعجاز القرآن) و(علم البلاغة) فهما أولى بالمقارنة مع الشعر الجاهلي. ولا دخل للتفسير في هذا الأمر.
"،،،"
مع أن المؤلف قصد من هذه الدراسة جعل الشباب المسلم ينظرون إلى الدين وإلى المنهج القرآني بنضج وبمنهج علمي معتدل، كما قصد منها إثبات إعجاز القرآن وبلاغته، وإيجاد منهج جديد للتفسير.
ولكن بعد قراءتي للكتاب بدا لي أن هذا الهدف قد تحقق بصورة أقل من المتوقع. وربما ذلك بسبب فقدانه للعديد من الكتابات الأصلية لهذه الدراسة بسبب حريق - كما أشار في مقدمته - فإن معالم فكرته لم تتضح بالمعنى الذي كان يُريده . ولكن على الأقل هو تأسيس لمنهج ربما أعقبته دراسات وأبحاث سواء من المؤلِف نفسه أو من غيره.
وقد استفدت منه كثيرًا، وأنصح بقراءته.
▪️ لخصه: يعقوب بن نبهان الخروصي (بتاريخ 04 شعبــان 1441هـ - 29 مـــارس 2020م).
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel