الشيخ خميس بن جاعد بن خميس الخروصي، ولد سنة 1209 هجرية، بقرية العليا من وادي بني خروص، ونشأ في بيت علم وأدب تحت رعاية أبيه الشيخ الرئيس جاعد بن خميس، كما تتلمذ على يد أخيه الشيخ ناصر وهو شيخه الثاني، كما تواصل مع عدد من العلماء كالشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي واستفاد منه.
وأبرز تلاميذه ابن أخيه الشيخ يحيى بن خلفان بن جاعد.
اجتهد الشيخ خميس بن جاعد في نسخ عدد كبير من الكتب مما كان سببا في حفظها وانتشارها بعد ذلك، ككتب وقصائد والده الشيخ جاعد وأخيه الشيخ ناصر، وكذلك كتب عدد من علماء المذهب وشعرائه.
قام الشيخ خميس بن جاعد بجمع قصائد وأشعار أبيه العلامة جاعد بن خميس ، وأخرجها في هذا الديوان، وحقق الكتاب كل من الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي والباحث منير بن ناصر الحضرمي.
من خلال نسختي الديوان المخطوطتين يظهر أن الشيخ خميس جمع قصائد والده في عام 1242هجري، ثم أعاد ترتيب الديوان وأتم ما كان ناقصا في نسخة ثانية عام 1257 هجري.
يتضح جهد المحققين جليا أنه جهد كبير بسبب غزارة المعلومات التي أضافوها في مقدمة التحقيق ، حيث ترجما لصاحب الديوان وجامعه، تراجم غاية في الفائدة والدقة، كما أضافا بحثا نفيسا يشتمل دراسة وصفية وفنية للديوان، تعطي القارئ تمهيدا مناسبا لما هو مقبل عليه، لأن قصائد الشيخ أبي نبهان تتطلب تهيئة واستعدادا خاصا قبل قراءتها، لقوة ألفاظها ، ورزانة سبكها، وكثافة معانيها، وتنوع أغراضها.
بعد الفراغ من التراجم والدراسة تنتقل للديوان وقصائده المباركة، حيث منها الطوال التي تخطت المئتي بيت، ومنها القصيرة دون ذلك بكثير، بل بعضها أجزاء من قصيدة غير مكتملة تتكون من بيت إلى خمسة أبيات،
هذه القصائد جاءت منوعة في الإيمانيات والتوحيد، وفي الإخوانيات والتاريخ والمراثي والفتاوى، وفي الفلك والطب والكيمياء ونحو ذلك.
ولا يمكن أن أنقل للقارئ صعوبة بعض هذه القصائد سواء على مستوى قراءتها أو فهمها إلا إذا اطلعت على هذه القصائد بنفسك.
"ص38 ص39 "كما تكمن أهمية ديوان نفائس العقيان في كونه أنه خرج من عالم علامة، أعلم أهل زمانه في الحقيقة والشريعة، فهو ليس شعرا عاما، بل يمثل شعر صاحب تجربة سلوكية عمانية، وتكمن أهميته أن صاحبه هو رائد الشعر السلوكي، ويكون هذا الديوان هو إن أصبنا الوصف لخارطة الطريق لمن جاء بعده في الشعر السلوكي العماني"."
الكتاب غزير بالعلم والمعرفة الأدبية، كما أنه زاخر بتاريخ وسيرة أحد أهم الشخصيات العمانية المؤثرة ..
لذا أنصح بقراءة هذا الكتاب.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel