زهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974. صدر له أربع روايات: "جبل الشوع" (2013)، " القنّاص" (2014)، "جوع العسل" (2017) و"تغريبة القافر" (2021)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و"سيرة الحجر 1 (قصص قصيرة، 2009) و و"سيرة الحجر 2" (نصوص، 2011).
تغريبة القافر" رواية مائية تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم. تدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. تكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، ينتهي سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً. تعمل الرواية من منطقة جديدة في السرد، هي ذاكرة الأفلاج، والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً دارت حولها الحكايات والأساطير.
"فقد إحساسه بالأشياء من حوله، تحول فجأة إلى إعصار هادر من الغضب، رفع مطرقته وهوى بها على الصخرة، وعاود ذلك مراراً وتكراراً حتى ارتج المكان، وبدأ الغبار يتصاعد من الحجارة المتساقطة تتالت الضربات، وتحول جسده كله إلى يدين لا هم لها إلا ضرب ذلك الجبل الجاثم أمامه كأنه يضرب كل ما عاشه مُذ كان طفلًا، يهوي بالمطرقة على سجنه، على غيابه، على اليأس من مغادرته تلك العتمة، على شوقه الجارف إلى زوجته، على الهدير الذي يصم أذنيه ويمنعه من سماع أي شيء سواه، على العزلة التي تمتد وتمتد، وعلى الفكرة التي لا يرغب في مواجهتها… لم يكن يعلم أن جسد الصخرة يتداعى أمامه، كان غائباً في غضبه، متحداً مع مطرقته في هدم كل الجدران التي واجهته، وهو الوحيد، الغائب، السجين، الموجوع، الجائع، العطش… تداعت الصخرة أمامه، وانفتح الخاتم على النفق الطويل، فانطلق الماء بقوة وجرف معه كل شيء."
""
الرواية مشوقة تحكي القرية العمانية واللهجة القديمة مع التركيز على خدمة الافلاج والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في ذلك الوقت .
انصح بقراءتها
الفصول فيها مشوقه بالأحداث المتسلسلة.
كنت أتمنى ان لا تكون النهاية مفتوحة للأحداث كما فعل الكاتب.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel