التفكير اللماح في طرفة عين – قوة التفكير بدون تفكير.

عن المؤلف:

مالكولم غلادويل Malcolm Gladwell هو مؤلف وصحفي ومتحدث كندي، وُلد في 3 سبتمبر 1963، وله عدة كتب (بعضها كان من الكتب الأكثر مبيعاً):

- The Tipping Point: How Little Things Can Make a Big Difference (2000);

- Blink: The Power of Thinking Without Thinking (2005); وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا

- Outliers: The Story of Success (2008);

- What the Dog Saw: And Other Adventures (2009),

- Talking To Strangers: What We Should Know about the People We Don't Know (2019)

عن الكتاب:

تم نشر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية بعنوان Blink: The Power of Thinking Without Thinking في 11 يناير 2005 قبل ترجمته من قبل الدار العربية للعلوم في 2006 على يد المترجم عمر الأيوبي.

يقع الكتاب في ستة فصول، يسبقها مقدمة، وبعدها خاتمة.

وأما عن المهام الثلاث لهذا الكتاب والتي نص عليها مؤلفه في المقدمة، فيمكن تلخيصها كما يلي:

المهمة الأولى: هي إقناع قارئ الكتاب بحقيقة بسيطة: يمكن أن لا تقل القرارات المتخذة بسرعة كبيرة جودةً عن القرارات المتخذة بحذر وبعد مداولات.
المهمة الثانية: هي محاولة الإجابة عن هذا السؤال: متى يجب أن نثق بحدسنا، ومتى يجب علينا توخي الحرص والحذر منه؟
المهمة الثالثة: هي إقناع القارئ بأنه يمكن تثقيف أحكامنا السريعة وانطباعاتنا الأولى والسيطرة عليها.

ولعل من المفيد أيضاً أن أقتبس لك ما ذكره المؤلف في نهاية مقدمة كتابه هذا: "وآمل أن تعتقد ذلك أيضا في نهاية الكتاب بأن مهمة إسباغ معنى على حياتنا وسلوكنا تتطلب منا الإقرار بأن القيمة الماثلة في كتاب (التفكير اللماح في طرفة عين) لا تقل عن تلك الموجودة في أشهُرٍ من التحليل العقلاني".

يتحدث الكتاب عن مفهوم "التشريح الدقيق" وهي عملية غربلة العوامل القليلة المهمة من بين عدة متغيرات أخرى أقل أهمية، كما يشرح الكتاب لما يحدث أثناء اتخاذ القرارات السريعة الخاطفة بتفسيرات علمية مستقاة من علم النفس، أو علم الأعصاب، أو علم الاجتماع، أو علم الفسيولوجيا، وغيرها من العلوم ذات الصلة.

اقتباسات من الكتاب:

"إننا نعتقد بأننا نكون في حال أفضل دائما بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وصرف أكبر قدر من الوقت في المداولات، ولا نثق حقاً إلا باتخاذ القرارات الواعية؛ لكن ثمة لحظات لاسيما في أوقات الشدة عندما لا يكون في العجلة الندامة، وعندما يمكن أن تقدم أحكامنا السريعة وانطباعاتنا الأولى وسائل أفضل لفهم العالم. ص18"

"إن أخذ الإدارك السريع على محمل الجد - الاعتراف بالقوة الهائلة، بخيرها وشرها، التي تلعبها الانطباعات الأولى في حياتنا - يتطلب منا أن نقوم بخطوات فعّالة لإدارة تلك الانطباعات والسيطرة عليها. ص95"

" النجاح في اتخاذ القرارات يتوقف على التوازن بين التفكير المتأني و الغريزي. ص133"

"الوجه ليس لوحة إعلان ثانوية عن مشاعرنا الداخلية، بل هو مشارك متساو في العملية الشعورية. ص191"

"مثل قديم: "الكلب في أثناء المطاردة لا يتوقف للحكاك الذي تحدثه البراغيث". ص207"

رأي القارئ:

كتاب جميل يطرح موضوعه الأساسي من عدة زوايا، وقد طعمه مؤلفه بأمثلة واقعية عديدة، مما يجعله قريبا من فهم القارئ وواقعه المعاش.

ومن جملة الأمثلة التي شدتني في الكتاب هو المثال الذي أتى به المؤلف في الفصل الرابع وشرح فيه باستفاضة عن "تحدي الألفية 02" (انظر ص103).

كما أعجبني في الفصل الخامس حين تحدث الكاتب عن طريقة سؤال الناس عما يريدون، والأخطاء المرتكبة أثناء ذلك لتقييم الصح والخطأ (أسماها معضلة كينا)، ودلل على ذلك بمثال "تحدي بيبسي" والذي تناول فيه أساليب التسويق والتنافس التجاري بين شركتي بيبسي وكوكاكولا (انظر ص146).