تحدث المؤلف أولًا عن حقيقة الترف وهو (التوسع في النعمة) كما ذكر ذلك الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن وكما ذكره القطب في تيسير التفسير. وبين أن الأصل في جميع النعم التي أعطانا الله إنما لنستعملها في طاعته لا لنشتغل بها عنه.
ثم تحدث عن الترف في القرآن الكريم، وأورد أن عذاب الاستئصال للأمم له سببان: ١- عدم النهي عن الفساد في الأرض. ٢- وجود الترف. وبين أن المترفونيكذبون الرسل وهم أول من يفعل ذلك ثم يتبعهم العامة؛ لأنهم أصحاب الثرى والجاه والمناصب، ولكن لا ناصر لهم من عذاب الله. وبين أن الترف من أسبابدخول النار؛ بعد أن ذكر الله أهل النار قال:(إنهم كانوا قبل ذلك مترفين).
وللعلم فإن الترف لم يذكر في القرآن إلا مذموما.
بعد ذلك تحدث المؤلف عن الترف في السنة النبوية؛ والأحاديث التسعة عشر التي أتى بها كلها تحث على الزهد في الدنيا، والتقلل من متاعها الفاني والتقلل منحظوظ النفس وشهواتها، وكل هذا ضد الترف وبطر النعمة. كحديث: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة اللهعليكم"، وغيرها من الأحاديث.
ثم انتقل إلى بيان شيءٍ من أسباب الترف كـ:
١- ضعف الإيمان.
٢- طول الأمل أي الطمع في طول الحياة.
٣- عدم الاعتبار بالمترفين الذين فاجأهم الموت، وليس معهم زاد ينفعهم.
٤- صحبة المترفين.
٥- الجهل بمصارع المترفين وما صاروا إليه.
وفي الأخير أشار إلى عاقبة المترفين وما آلوا إليه من الذل والهوان في الدنيا قبل الآخرة.
"إذا كانت الدنيا حلوة فإن الجنة أحلى، وإذا كانت الدنيا فانية فإن الجنة خير وأبقى؛ فلا يشغلك اللهاث على طلب الدنيا عن الاستعداد للسعادة الدائمة."
الكتاب جميل جدا لغةً ومعنى، في متناول الجميع وبالإمكان قراءته في جلسة واحدة.
ما لاحظته أنه أحيانًا يأتي بأمثلة أو قصص غير واضحة الدلالة - بالنسبة لي- وليته استبدلها بأخرى أوضح منها.
الإثنين ٣ ربيع الآخر ١٤٤٩هـ.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel