عن المؤلف:

هو العالم الأصولي البليغ عبدالله بن محمد بن بركة السليمي الأزدي نسبة إلى سليمة بن مالك بن فهم المشهور بابن بركة والمكنى بأبي محمد، وهي التي اشتهر بها في كتب الفقه خاصة عند المشارقة من أهل المذهب الإباضي.

ولد ـ رحمه الله ـ مابين عاميّ 296-300هـ في مدينة بهلا في قرية الصرخ، وتوفي على الراجح ما بين عامي 362ـ363هـ.

عن الكتاب:

أصل الكتاب جواب لسؤال وصل الى المؤلِف، يشكو فيه السائل من الشكوك والوساوسالتي تعترضه في حياته، لا سيما في أمر البيوع والمعاملات والأخذ والعطاء والفرائض وسائر الحقوق. خاصة بعدما أفتاه بعضهم فتوىً جعلته في حيرةٍ من أمره وحرجٍ في دينه، فكانت هي سببُ سؤاله للمؤلف. ويظهر ذلك من جواب المؤلف رحمه الله حيث قال: "وأن الذي غلط عليك في الفتوى التي ذكرت ليس الأمر كذلك، وأن اليقين الذي تُعُبِّدنا به هو ما عندنا، لأن ما عند الله من اليقين لا يَبْلُغْهُ عِلمُنا".

ولذلك فإن موضوع الكتاب يدور حول تأصيلٍ وشرحٍ للقاعدة الفقهية "اليقين لا يزول بالشك" وإنما بيقين مثله. وربطها بقاعدة فقهية أخرى "العادة مُحكّمة" وهي التي تسمى في الفقه الحديث بـ "العُرْف".

وقَصد المؤلف من ذلك أن المسلم متعبد بحكم الظاهر وبما تسكن إليه نفسه، فذلك بمثابة اليقين. ولا يلزم أن يكون هو العلم القطعي أو اليقين الذي عند الله تعالى.

وساق على ذلك أدلة كثيرة من القرآن والسنّة والإجماع وآثار السلف. منها:

  • قوله تعالى:( فإن علمتموهن مؤمناتٍ فلا تَرجعوهن إلى الكفّار). فعِلْمُنا بإيمانهن لايكون إلا بما ظهر لنا من الإيمان وسكنت إليه نفوسنا. لأن ما في القلوب لا يعلمه إلا الله، وفي هذا دلالة واضحة على جواز أخذ ما تطمئن إليه النفس. والقول بخلاف ذلك فيه تضييق وحرج على الناس.
  • لو أن مسلماً أراد الجهاد، فرأى رجلاً في صف العدو فقتله - وهو يُرى أنه من أهل الحرب ، ولكنّه عند الله مؤمن - لم يكن قاتله مأزوراً، لأنه قَصَد عدوّ الله، ولم يُكلَّف علم الحقيقة فيه.
  • وكذلك الإمام أو القاضي يَحْكُمُ بما قامت به البيّنة العادلة عنده، فَيُقيِّد ويَقْتُل (أي يحكم بالسجن أو القتل) على ما ظهر له من أمر البيّنة، وقد يكون المقتول بريئاً عندالله في الباطن.

وهكذا الأدلة كثيرة ومتنوعة.

وقسّم المحقق الكتاب الى قسمين :-

  • القسم الأول: مقدمة التحقيق . تطرق فيه الى التعريف بالشيخ المؤلف وبيان الحياة السياسية والعلمية بعمان في عصره ، ثم التعريف بكتاب "التعارف" ومنهج التحقيق.
  • القسم الثاني: نص الكتاب محققاً.
اقتباسات من الكتاب:

"قوله تعالى:( فإن علمتموهن مؤمناتٍ فلا تَرجعوهن إلى الكفّار). فعِلْمُنا بإيمانهن لايكون إلا بما ظهر لنا من الإيمان وسكنت إليه نفوسنا. لأن ما في القلوب لا يعلمه إلا الله، وفي هذا دلالة واضحة على جواز أخذ ما تطمئن إليه النفس. والقول بخلاف ذلك فيه تضييق وحرج على الناس."

رأي القارئ:

الكتاب رائع جداً، ويفتح آفاقاً لمن يهتم بعلم الفقه وأصوله.

فأنصح به.

لخصته في: ٢٢ يوليو ٢٠١٧م..

لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel
Comments to: كتاب التعارف

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ارفاق صور، فقط إمتدادات PNG,JPEG,JPG and GIF مسموحة.

آخر الإضافات

الأكثر رواجًا

لا يوجد لديك حساب؟ سجل الآن!
الاسم الأول*
الاسم الأخير*
اسم المستخدم*
يسمح بكتابة الحروف الإنجليزية والأرقام فقط
البريد الإلكتروني*
كلمة المرور*
تأكيد كلمة المرور*