من مقدمة الكتاب:
"هذا وقد كنت فيما مضى من الزمان أكرمني الله تعالى المنان أن ألقيت دورة مطولة بعنوان ( كيف نتوب توبة نصوحاً) ، وهذه الدورة ذاع صيتها في وسائل الإعلام بفضل الله تعالى ، وقد قامت قناة الاستقامة الفضائية مشكورة بتصويرها وعرضها في خمس حلقات ، واستفاد ـ بحمد الله ـ منها الكثير من الناس، وقد جاءت الكثير من الاتصالات من المستفسرين عن بعض النقاط التي أشكل عليهم فهمها في المحاضرة ، وأغلبهم يبحث عن الخطوات العملية للتوبة النصوح فكانت فكرة هذا الكتاب ، والحمد لله على التوفيق والسداد".
مواضيع الكتاب:
- المقدمة.
- أسباب الوقوع في المعصية ( وقد أوضح فيه 10 أمور قد تغيب عن ذهن بعض المكلفين).
- الدوافع إلى التوبة (وقد أوضح فيه أهم 6 دوافع للتوبة النصوح).
- الخطوات العملية للتوبة ( وقد أرشد الراغب للتوبة لـ 12 خطوة عملية دقيقة متتالية ومتسلسلة )
- أخطاء يقع فيها التائبون (وقد ذكر المؤلف 7 أخطاء قد يرتكبها البعض)
- ما للتائبين في الدنيا والآخرة .
- أيها المستقيم الطائع قف.
- الخاتمة.
"" من أخطر الأمور لدى الإنسان الاستهانة ببعض المعاصي كونها عنده من الصغائر ، فهو يقسم الذنوب والمعاصي كيف يشاء، ولا يتعامل مع المعصية ـ وإن صغرت ـ على أنها معصية لله تعالى الذي خلقه ، فيعمد إلى ارتكاب المعصية لأنها في نظره صغيرة ، والله سيعفو عنها ، فيقع فيما وقع فيه من قبلنا من اليهود عندما قالوا ما حكاه القرآن الكريم عنهم : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [سورة اﻷعراف 169] " صـ 16ــــ"
"" فيجب على المرء المحافظة على توبته محافظة كبيرة ، وإحاطتها بسياج الحرص واليقظة من أي خطر يحوم حولها ، فالمرء ـ وهو يعيش حرارة التوبةـ قويُ صامد، ولكن المشكلة بعدما تخبو حرارة التوبة ، ويتلاشى وهجها ، وتعصف بالمرء أمواج الفتن محاولة اجتراره إلى أعماقها مرة ثانية ، هذا هو البلاء العظيم، فهل سيصمد أو يعود إلى المعاصي والآثام التي تاب منها ؟!" صــ44ـــــ"
""يصيب بعض المستقيمين والطائعين الغرور والكبر عندما ينظرون إلى عاصٍ لله تعالى زلت به قدمه ، فاقترف صنوف المعاصي، وضل عن سواء السبيل ، فيعجب هذا البعض بالتزامه ، فينتفش ريشه ، وينتفخ صدره زهوا وإعجابا باستقامته ، ويرى الفضل له عليه ، وأنه في مأمن من أن يقع فيما هو فيه ، ويعد تلك الاستقامة والتوفيق للطاعة احدى إنجازاته الشخصية ، وينسى فضل الله تعالى عليه وتوفيقه له ، فتزل قدم بعد ثبوتها ، وقد نسي قول الله تعالى :(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة النحل 92 - 96] " صـ79 "
كتاب قيم، أنصحكم جميعا باقتنائه وقراءته.
((اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها و أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)).
لخصه : يوسف بن سعيد الرواحي.
اليوم : الأربعاء
التاريخ : 6 / جمادى الأولى/ 1444هــ
30 / نوفمبر / 2022م
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel