يكشف هذا الكتاب الرائع كنزاً من كنوز القرآن إذ يرفع الستار عن وجه معجز من وجوه القرآن أسماه الكاتب بالبنية الهندسية أو التركيبالعضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة.
يرى الكاتب أن كلمات القرآن في ترابطها فيما بينها، وتمايز كل كلمة فيه (بل وكل حرف منه) ولو بدا للقارئ أنها مكررة إلا أنها تعطي فيكل مرة مشهدا خاصاً، حالها حال بذرة الفاكهة مثلاً التي تبدأ بذرةً واحدة مجملة، ثم تتفصل لتعطي جذرا وساقاً، ثم أوراقاً وثماراً، كل هذاوهي ما زالت ذات الفاكهة، وهكذا حال كلمات القرآن، "وذلك هو الترابط العضوي أو الترابط الحي. والقرآن بهذا المعنى يشبه جسماً حياً،والكلمة القرآنية تشبه كائناً حياً أو خلية جنينية حية؛ فهي تتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد يكمل بعضها بعضا...".
"الإسلام لا يخشى هجوم العقل بل يدعو إليه. فالإسلام دين علم يزدهر بالعلم ، ويزداد نضارة بهجوم العقل عليه، لأنه الحق ولا خوف على الحقّ من جرأة المجترئين."
"الحياة تغريك في كل لحظة و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك."
"عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار. "
"ولا يكون العلم كاملاً إلا إذا أوصلك إلى العلم بنفسك ثم إلى العلم بالله، فذلك هو العلم حقًّا."
"بهذه الرحلة لكلمة 'العلم' في القرآن، وانتقالها من الإجمال إلى التفصيل، ثم إلى تفصيل التفصيل، لا نقعُ على تكرار أبداً، وإنما نجد نمواً عضوياً يتكامل في الذهن عبر السياق القرآني، كما تنمو البذرة إلى جذر وساق وفروع وزهرة وشجرة كاملة مثمرة."
"جاءت كلمة "النطفة" في القرآن في أكثر من عشرة مواضع، إلا أننا نجدها كل مرة تأتي بمشهد تفصيلي مختلف."
"تلك هي رحلة 'الجَنَّة' في القرآن، عالمٌ خلاب من الصور لا تكرار فيه، يخاطب الجوع المادي، ويخاطب الجوع الروحي، ويخاطب الوجدان الفلسفي، ويخاطب عرائس الخيال والأحلام، ويخاطب طموح الإنسان الذي لا يرض بشيء فيطمئنه في النهاية: "ولسوف يعطيك ربك فترضى"."
"يقول القرآن عن الصبر على المصيبة: "واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" (لقمان ١٧)، بينما يضيف حرف اللام للتوكيد حينما يتكلم عن الصبر على أذى الآخرين: "ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" (الشورى ٤٣) لأن الصبر على أَذًى الغريم الذي تستطيع أن ترد عليه بأذى مثله يحتاج منك إلى عزم أكبر؛ فالصبر هنا ليس كالصبر على مصيبة لا حيلة لك فيها."
"يقول القرآن لليهود الماديين "فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة"، ويقول للمؤمنين أولي الألباب "واتَّقُونِ يا أولي الألباب" لأن العقليات المادية لا تخاف إلا النار المادية، أما أولي الألباب فإنهم يعرفون أن خالق النار أخطر شأناً من النار، ولهذا نراه يضيف الضمير فيقول "واتقونِ”."
"وهكذا نرى أن الحروف في القرآن لا ترد اعتباطاً، وإنما تأتي بحساب وحكمة."
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel