قام بتحقيق الكتاب: قيرنر شفارتس، والشيخ سالم بن يعقوب.
( فالأول مستشرق من مدينة بون الألمانية، والثاني من جزيرة جربةالتونسية).
هذا الكتاب - حسبما ورد في المقدمة- هو أقدم مؤلَّف إباضي يتحدث عن تاريخ المغرب الإسلامي. لأن ابن سلاّم هذا عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري. فيكون قد كتبه بعد عام 273هـ.
وأنه وُجِد على شكل نصوص مجمعة غير متجانسة لا توحي بأنها كتاب متكامل. ولكن بذل المحققان جهدهما في إثبات نسبة هذه النصوص لابن سلاّم ، وفي أنه كان يقوم بتجميع هذه النصوص على شكل مسوّدة أولية ليعيد ترتيبها وتنسيقها وإبداء إضافاته وتعليقاته عليها ثم يخرجها في شكل كتاب نهائي. ولكن يبدو أنه لم يُدرِك ذلك. فظهرالكتاب بالشكل الذي وجدوه عليه.
شمل الكتاب عدة نصوص تتحدث عن:
- بدء الإسلام وشرائع الدين من المنظور الإباضي.
- فضائل بعض الخلفاء الراشدين والصحابة.
- في المشاورة، وتفسير بعض الآيات، وفي الولاية والبراءة.
- رسائل من أحد أئمة الإباضية في المغرب الى أهل طرابلس.
- في المبتدعين وأهل الكتاب.
- في الإمام والقاضي والمفتي.
- في الملوك والجبابرة وأتباعهم.
- قصة إخلاف الستة.
- أمر ولاية عثمان بن عفان.
- مشايخ المسلمين وأمصارهم.
- ومواضيع أخرى متفرقة.
أكثر ما أعجبني في الكتاب ليس مادته، فمعظمها قرأتها في كتب إباضية أخرى. ولكن الجهد الذي بذله المحققان، وطريقة عرضهما للنصوص ومنهجهما فيالتحقيق، وطريقة إثبات النصوص لأصحابها هو الذي شد انتباهي.
كما أعجبت بالجهد والتعاون الكبير الذي يبذله العلماء الإباضية في المغرب العربي مع المستشرقين الألمان وغيرهم في سبيل كشف الغوامض عن الكثير من تراثنا الإسلامي الموجود في المكتبات الغربية. وهو ما أشار اليه المحققان في مقدمتهما.
حررته في ١ سبتمبر ٢٠١٨.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel