هو الأديب والكاتب والشاعر مصطفى صادق الرافعي، أحد أقطاب الأدب العربي الحديث في القرن العشرين، ولد سنة ١٨٨٠م، وقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، أصدر ديوانه الشعري الأول عام ١٩٠٣م وهو في ريعان شبابه، ثم قرر بعده أن يترك ميدان الشعر وأن يتوجه إلى ساحة النثر الفني الأدبي التي برع فيها. من أشهر مؤلفاته «حديث القمر»، و«أوراق الورد»، و«تحت راية القرآن»، و«إعجاز القرآن والبلاغة النبوية» و«تاريخ آداب العرب» . توفي ١٩٣٧م.
الكتاب عبارة عن مناجاة بين مؤلفه والقمر، في قالب لغوي بديع، وبلغة شفافة رقيقة، وقلم أصيل محب.
قال الرافعي متحدثاً عن كتابه:
"هذه مقالة صرفتُ فيها وجهَ الحديث إلى القمر وبعثت إلى الكون في أشعة الفجر كلماتها. ولقد كان القمر بضيائه كأنه ينبوع يتفجر في نفسي، فكنت أشعر بمعاني هذا الحديث كما يشعر الظمآن اللهِفُ قد بلغ الري وتندّى الماء كبده فأحس بروحه تتراجع كأنما تخدرها قطرات الماء."
وقال أيضاً:
"وكم ناجاك أيها القمر من عاشق قبلي، فإنك ما انفصلت عن الأرض إلا ليجعل الله منك أفقا لآمال الإنسانية الجميلة .."
? مدة الكتاب الصوتي: 3 س 39 د.
? بصوت: هاجر الحطماني.
? تم تحميل الكتاب المسموع من تطبيق"كتاب صوتي"
"- ليس كل من عصر عينيه فقد بكى، إن البكاء أشرف من ذلك."
"- تُرى من أين يُذبح الإنسان إن كانت دموعه هي دماء روحه؟"
"- أبغض الساعة لأنها ميزان تبين مقدار السم البطيء الذي ينفثه في الحياة ذنب عقربها بتلك الحمة المسددة إلى الساعات والدقائق."
"- كلمتان هما تعريف السعادة التي ضل فيها ضلال الفلاسفة والعلماء، وهما من لغة السعادة نفسها، لأن لغتها سلسة قليلة المقاطع كلغة الأطفال التي ينطوي الحرف الواحد منها على شعور النفس كلها. أتدري ماهما؟ أفتدري ما السعادة؟ "طفولة القلب"."
"- أما الجمال الذي يُرضي فهو الذي يشُّفُ عن صورة روحك بغير ما يخيّلها لك ماءُ الحياة العكر."
"- هكذا كتب على الحب أنه من تولاه فإنه يدعه على حال كأنه فيها روح لا جسم له، فمهما يصب من لذة أو ألم فإنه يتحول معه إلى اللذة والألم جميعا فيكون ألما لذيذاً."
"- "فمن لم يدرس طبائع القلوب المتوجهة في أنفاس أهلها لا يعلم قلبه شيئاً وإن كان رأسه مكتبة من العلوم""
"- هل تبكي الطبيعة أيها القمر فتكون أنت في ديباج السماء كأنك منديل الطبيعة لم تجف بعد وقد بدأ فيها الجفاف؟"
"ولو فهم الناس الحب على حقه لاستجدوا لأنفسهم عقولا.."
كتاب نثري من العيار الأدبي الرفيع، عميق في تشبيهاته وصياغته البيانية، مناسب جداً لمحبي المعاني البعيدة الضمنية، ولكن قد لا يجد القارئ الذي يحب المعاني الواضحة والأفكار السريعة العامة ضالته فيه، لأنه لا يخل من فلسفة أدبية دسمة جعلته طويلاً بعض الشيء في بعض فقراته، وملتفاً حول بعض الأفكار التي كان بالإمكان إيصالها بسهولة وسرعة أكبر لفهم القارئ.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel