هو شيخ أزهري - ووالده كان أيضاً من كبار علماء الأزهر- ولد عام 1894 وتوفي 1957م، مثّل الأزهر في مؤتمر الأديان في باريس عام 1939م وألقى كلمة نالت استحسان الحضور واعتُبرت الكلمة الرئيسة في المؤتمر، كما نَشرت ملخصَها الصحف الفرنسية.
ثم مثّل الأزهر في المؤتمر الإسلامي الدولي في لاهور بباكستان عام 1957م. ولكن شاء اللهأن يلقي كلمته سِواه، حيث وافته المنية أثناء انعقاد المؤتمر وقبل أن يلقي الكلمة.
هذا الكتاب الثاني الذي أقرأه للمؤلف. وكلاهما في علوم القرآن .
فالأول -الذي لخصته سابقاً- كان بعنوان النبأ العظيم.
وهذا الكتاب الثاني (دستور الأخلاق في القرآن) يقارن فيه ما ورد من مبادئ أخلاقية في الأديان السابقة، وعند المفكرين الأوربيين. مع ما ورد في القرآن الكريم.
اقتباسات (بتصرف):
- من المقدمة:
" إن إلقاء نظرة سريعة على مؤلفات علم الأخلاق التي كتبها علماء الغرب، كافية لنلحظ الفراغ الهائل والعميق بسبب صمتهم المطبق عن علم الأخلاق في القرآن.
فهذه المؤلفات تذكرنا بالمبادئ الأخلاقية كما تراها الوثنية الإغريقية، ثم الديانتان اليهودية والمسيحية، ثم تباغتنا بنقلنا إلى أوربا في العصور الحديثة، غافلة عن كل ما يمت إلى النظام الأخلاقي في الإسلام. بالرغم من أن قيمة الإضافات القرآنية في هذا الموضوع لا تقدّر ". ص3
- من موضوع الجزاء (الذنب والتوبة):
" إن التوبة جزاء إصلاحي، لكن كيف نتصور أن موقفاً لاحقاً (وهو التوبة) يمكنه إصلاح موقف سابق وقع في الماضي (وهو الذنب)؟
إذا كانت التوبة تعني الأسف على الذنب المقترف، والعزم على عدم الرجوع فقط، فذلك غيركافٍ لمحو آثار العمل الذي وقع. فليس بهذا المعنى تؤدي التوبة وظيفتها الإصلاحية في مجال الأخلاق الإسلامية.
بل يلزم اتخاذ سلوك جديد لتجديد البناء الذي تهدم، وتعبير القرآن هنا مثالي في الدقة، فهو يُتبع كلمة تاب دائماً بعبارات أخرى؛ مثل: (وأصلح) أو (وأصلحوا)". ص162
اكتفيت بتلك النبذة وبذينك الاقتباسين لإعطاء صورة واضحة عن الكتاب.
وهو كتاب قيّم وعميق.
حررته في ١٠ يونيو ٢٠١٨م.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel