العلامة أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي (510 - 597 هـ)
هو كتاب نفيس، عميق المعنى، استحق الشهرة الذائعة التي نالها، جاء بمواضع صادقة، ونصائح ذهبية في معظمها، وخواطرَ دقيقة كان اصطيادها ضرورياً، فكان لا بد من تقييدها في كتابٍ خشية الضياع أو النسيان.
الكتاب يحتوي على 372 فصلاً متنوعًا، وثق من خلالها ابن الجوزي خواطره المبعثرة، إذ قال في خاتمة كتابه: "بحمد الله تعالى قد نجز ماتوخاه الفكر الفاتر من تقييد ما جمعه القلم من صيد الخاطر مقتصرا فيه على ما به التخلي من الأمراض النفسية والتحلي بالآداب الشرعية والأخلاق المرضية".
هذا وقد وجدتُ فكرة تأليف هذا الكتاب تنطلق من قول الشاعر:
العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ ،، قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَة
فَمِن الحَماقَةِ أَنْ تَصيدَ غَزالَةً ،، وتَترُكها بَينَ الخَلائقِ طالِقة
? مدة الكتاب الصوتي: 15 س 55 د
? بصوت: سامي العربي
? تم تحميل الكتاب المسموع من تطبيق "كتاب صوتي"
"ومتى اشتدَّ عطشك إلى ما تهوى فابسُط أنامل الرجاء إلى مَن عنده الرّيُّ الكاملُ وقل: قد عيلَ صَبَرُ الطبع في سِنيهِ العجافِ فعجّل لي العام الذي أُغاثُ فيه وأَعصِرُ"
"من علامة العقل: علو الهمة، والراضي بالدون دنئ"
"المصيبة العظمى رضى الإنسان عن نفسه واقتناعه بعلمه وهذه محنة قد عمت أكثر الخلق"
"لا ينبغي للإنسان أن يحمل على بدنه ما لا يطيق فإن البدن كالراحلة إن لم يرفق لها لم تصل بالراكب"
"ينبغي الاحتراز من كل ما يجوز أن يكون ولا ينبغي أن يقال: الغالب السلامة!"
"لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وصدقة وعزلة عن الخلق، إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين: حفظ الحدود وإخلاص العمل"
"أجهل الجهال من آثر عاجلاً على آجل لا يأمن سوء مغبته"
"ليس في الوجود أشرف من العلم كيف لا وهو الدليل فإذا عُدِم وقع الضلال"
"وقد قيل: خمير الرأي خير من فطيره"
مثلما أسلفتُ سابقا، الاستماع لكثير من هذه المواعظ والخواطر كان ماتعا ومسليًا ومفيدًا، كيف لا وكثير منها يدور في بال كل شخص، علاوةً على حسن صياغتها اللغوية وجميل سبكها الأدبي.
وقد تكررت بعض الأفكار في أكثر من فصل من فصول الكتاب، إلا أنني لم أجد في ذلك ضيرًا، بل على العكس من ذلك وجدتُه تأكيدًا للمعنى ومزيدًا في النصح.
.. ولأنها خواطر، فلم أقتنع بكل ما احتوته كل واحدة منها من أفكار اقتناعًا تامًا بالضرورة، ولكنها في غالبها رائعة وسلسة.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel