"ولد في بغداد عام 1970م، طبيب أسنـان وكـاتب، له أكثر من أربعة عشر كتابا وعشرات المقالات بين الفكر والأدب، عرف بمنحاه التجديدي في الفكر الإسلامي وتأثيره على الشـبـاب. اخـتـيـر مـن مـركـز أبـحـاث Global Influence السويسري كـواحد من ضمـن مـائة اسـم مـؤثـر في تشكيل الرأي العام في العالم العـربـي لـعـام 2017."
?بين يدي الرواية:
قد يكون أسلوب العمري -والذي صاحبته في كتب سابقة- فضل في عودتي للروايات، أعجبني طرحة للمعلومات المعمارية تراةً على لسان أساتذة ميادة وأخرى على لسانها وعمها أو المناقشات التي تحدث بينهم فقد تم تضمينها بشكل سلس ينم عن خلفية الكاتب في هذا المجال، وكذلك الأشعار.
أوصل الكاتب معانة العراقين لغيرهم والأزمة التي مرت بها العراق ولازالت تنخرها من كل حدب وصوب، وأعتقد جازما أن من يقرأ الرواية ستبقى صورة جثة عمر المؤلمة عالقة في ذهنه.
أيضا تتطرق لحال بعض الشباب المسلم اليوم وابتعادهم عن الدين وأنهم لا يملكون منه مع الأسف إلا الأسم فقط ومناسبات بسيطة(حال مريم وخالها حيدر مثلا).
كذلك حال بعض الأسر وقطع الرحم وما يخلفه من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
وفي الأخير لا ننسى مكة وملامحها، كل هذا الأشياء ربطها الكاتب بشكل عجيب وبصورة مباشرة وغير مباشرة.
?عن الرواية:
أقرباء فرقتهم الحرب، السياسة، التاريخ والجغرافية، ثم جاءت فرصة للقاء يلم الشمل بعد سنوات الغربة والاغتراب.
الزمان: إجازة الكريسماس.
المكان: مكة، لغرض العمرة.
الاسماء هي هي، الملامح تغيرت قليلا أو كثيراً. لكنهم لم يعودوا نفس الاشخاص. أصبحوا أشخاصاً آخرين، مختلفين، لو أن كلا منهم التقى بنفسه قبل الفراق لأنكرها، هل يمكن للم الشمل أن يحدث حقا؟ أم أنه سيكون اللقاء الأخير الذي يتأكدون فيه أن لا جدوى من لقاء قادم، يتأكدون فيه من أن كل شيء انتهى..ومن الأفضل ختمه بختم النسيان...
هل ستكون تلك الرحلة مقدمة لرحلة ذهاب وإياب، أم أنها ستكون رحلة باتجاه واحد، لا يلتفت إلى ما مضى؟
الشيء المؤكد الوحيد هو أن تلك الإجازة في مكة، ستكون استثنائية جدا.."(من الغلاف)
"إن العمارة تمثل العلاقات الاجتماعية موضوعة داخل قوالب للبناء"
"إن العائلة في النهاية هي تركيب معماري للعلاقة بين البشر، ورحلة العمرة يجب أن تحتوي على ركن عائلي لأن كل الأديان، على اختلافاتها. تركز على قيم العائلة، أي تصور بديل لعمارة الحرم المكي يجب أن يتضمن قيم العائلة في بنيته وتصوره المعماري."
"درجة جمال أي شيء يمكن أن تقاس بقدرة هذا الشيء على إلهائك عن هاتفك، على الأقل هذا هو مقياسي للأمور"
"(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) يرجعني الدعاء إلى المكعب وفكرة التساوي بين الأوجه، وهنا التساوي بين الدنيا والآخرة، هذا التناسق في المعاني بين العمارة والشعائر يجعلني أشعر بالقشعريرة في جسدي. هل هذا هو الخشوع؟"
?رأيي في الروايات بشكل عام:
منذ أكثر عن 4 سنوات قاطعت الروايات بشكل تام، وحكمت عليها جميعا حكما غيابيا، بأن لا فائدة فيها وأنها مجدر مضيعة للأوقات، وجاء هذا الحكم بعد قراءتي لأكثر من رواية شعرت أني لم أستفد منها شيء -جازما-، وأذكر أن إحدى تلك الروايات كبلتني بالأصفاد حتى أكملها فلا ليلي بليل ولانهاري بنهار ولا نومي بنوم، تلتهمني الأحداث بشكل رهيب وتأخذني الأفكار بشكل عميق، ويا لحظ عقلي إن لم تكن النهاية مثلما توقعت، عندها يبدأ عقلي بصنع نهايات ويتنبأ بأحداث وروايات، -أنا في غنى عنها-، وعملا بقاعدة "اعتزل ما يؤذيك" قررت أن أعتزلها، حتى أتى ذلك اليوم الذي أشار عليَّ أحد الإخوة بقراءة هذه الرواية وأن بها أحداثا عن الهندسة المعمارية فأثار فضولي وحرك شجوني، لأخرج بعد قراءة هذه الرواية بقرار آخر صادر في ٢٠٢١ يلغي وينظم القرار السابق وفي ما يلي نصه:
- عدم الحكم بشكل جماعي على جماعة كاملة بسبب فرد أو فردين، فمثلا وجود روايات تخرج عن نطاق الأدب والأخلاق وأخرى بلا هدف أو معنى، لا ينفي وجود روايات مفيدة محملة بالكنوز والرسائل المعرفية.
- انتقاء الرواية المناسبة قبل قراءتها من خلال البحث والسؤال.
- قراءة الروايات بين فترات متباعدة.
?ملاحظات على الكتاب:
?لم يعجبني فصل الرواية لقصتين مختلفين قصة ميادة وقصة التتار الحقيقة، مع أنه حاول أن يوضح الرابط بينهما في آخر صفحة، أرى بأنه كان من الأولى تقسيم الكتاب لفصيلن فتقراء الرواية أولا ثم القصة أو العكس حتى لا يحدث تضارب الأفكار ونسيان بعض الأحداث.
?في النهاية كنت أتمنى أن تتزوج ميادة بسعد وخصوصا بعد التقارب الذي حدث بينهما، وكذلك خطية(كلمة محلية عراقية) أن يكون سعد وحيدا بعد موت والده، وجبرا بخاطر مريم.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel