إريك آرثر بلير هو الاسم الحقيقي لجورج أورويل وهو الاسم المستعار له والذي اشتهر به. هو صحافي وروائي بريطاني. عمله كان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم، والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية، كتب أورويل في النقد الأدبي والشعر الخيالي والصحافة الجدلية. أكثر عمل عرف به هو رواية 1984 التي كتبها في عام 1949م وروايته المجازية مزرعة الحيوان عام 1945م والإثنين تم بيع نسخهم معا أكثر من أي كتاب آخر لأي من كتاب القرن العشرين. في عام 2008م وضعته صحيفة التايمز في المرتبة الثانية في قائمة "أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945. عانى أورويل من مرض السل في وقت مبكر، وتوفي في العام 1950 ولم يبلغ حينها سوى السادسة والأربعين من العمر
الفكرة الجوهرية في هذه الرواية هي توصيل فكرة فساد السلطة وإفسادها للثورة وكيف تتحول الثورات إلى أنظمة مستبدة أسوء من التي قامت عليها الثورة. بدأت الثورة التي أسسها ميجر – وكأي ثورة – بشعارات وأحلام وآمال يحلم بها مؤسس الثورة ومن يؤيد فكرته, ففي البداية اتفق كلا من سنوبول ونابولين على إكمال ما بدأ به ميجر فأسسا ثورة أسفرت عن طرد العدو المستبد (جونز ) وقاما بعد ذلك بتأسيس وإرساء دعائم ومبادئ نظام الحيوانية .ثم بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية من أي ثورة وهي مرحلة الصراعات والخلافات على السلطة , وهي مرحلة ظهرت فيها الانشقاقات فاتهم نابولين سنوبول بالخيانة وتم طرده لينفرد هو السلطة وبدأ بتغيير الوصايا السبع أو مبادئ نظام الحيوانية بما يتناسب مع سياسته ويحقق مصالحه دون مراعاة المن هم حوله, واستخدم نظام التدرج ثم نظام التهديد لإحكام سيطرته وإثبات سلطته على باقي الحيوانات . ثم بعد ذلك تدخل الثورة مرحلة أخرى وهي عودة الأمورلأسوء مما كانت عليه قبل الثورة ولكن بتسميات جديدة براقة. كانت الحيوانات العادية تشك أن الوضع الحالي أفضل من السابق لكن سكويلر جعلهم يعتقدون ويؤمنون بأن الوضع الراهن أفضل بكثير من السابق وأوهمهم بأن هذا الوقت أصبحوا أحرار وأن حالهم الآن أفضل من عودة جونز وبالتالي عودة زمن العبودية بعودته.
كان لاستخدام الرمز فائدته وجدواه , فنحن إن لم نتعلم من التاريخ وشخصياته فمن الممكن أن نتعلم من الرمز , وإذا قسنا هذه الرواية وشخصياتها وأحداثها على أي ثورة سياسية أو اجتماعية سنجد تطابق كبير بين رموز هذه الرواية وأفراد الثورة أو شخصياتها في الواقع . فمع بداية الثورة يكون مؤسس الثورة كأي أحد من عامة المؤيدين لأفكاره وتطلعاته ويطبق مبدأ المساواة وتنطبق عليه المبادئ والأحكام التي أقرتها الثورة أو قامت من أجلها وأجل نصرها , ثم ما يلبث أن يستقر ويتمكن ويبرز ذاته حتى يصبح القائد والآمر الناهي وله الحكم المطلق وإن كان قبل الثورة أو مع بدايتها يطلب الحرية سيبدأ بتقنينها منعا للفوضى والعشوائية حسب ما يدعي, وسيبدأ بتغيير القوانين والأحكام والمبادئ -التي ثار من أجلها أو وضعها بداية الثورة -تدريجيا بما يتناسب مع سياسته ومصالحه وسيقنع من هم حوله بأن الأوضاع تقتضي ذلك .
الكاتب لم يهمل فكرة الواجهة الإعلامية أو بشكل عام المتحدث الرسمي للسلطة أو الثورة وهو في الرواية الخنزير سكويلر فقد أجاد في إظهار هذه الشخصية كمتحدث رسمي للسلطة (نابولين) استطاع بحنكته تغطية مساوئ أفعال نابولين ونواياه.
الرواية مناسبة لكل العهود السياسية وهو ما يجعلها مميزة وذات طابع فريد مختلف عن باقي الروايات تكاد لا تعلم زمن تأليفها وتعتقد أنها ألفت حديثا فهي ملائمة لتكرارها في الواقع بشخصيات جديدة وأماكن جديدة وأزمنة مختلفة وأعتقد أنه يجب أن يتم تدريسها في الجامعات والمدارس فكل الأجيال تستحق كل هذا الوعي السياسي .
لم أتطرق كثيرا للأحداث وشخصيات الرواية حتى لا أفسد متعة قراءتها.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel