الدكتور محمد الغزالي
كتاب شائق ومفيد ، تطرق المؤلف لقضايا حياة المسلم بنظرة إسلامية متجددة واستعان فيها من نظرة المفكرين و العلماء قديما وحديثا ، وأخذ من علماء النفس والفلاسفة الذين عاصروه ما يتوافق مع الإسلام وعقيدته وفلسفته ، ونبه إلى بعض التوجهات التي تنافي عقيدة الإسلام والتي تطرق إليها المفكرون الغربيين .
"إن المال كالفاكهة الجميلة اللون ، الشهية المذاق ، وميل الطباع إلى اقتناء هذا الخضر الحلو معروف ، بيد أن من الناس من يظل يطعم حتى تقتله التخمة ، ومنهم من يختطف ما في أيدي الآخرين إلى جانب نصيبه المعقول . ص35"
"يقول ديل كارنيجي : ولقد أمضيت اثنى عشر عاما في حياتي مع الماشية فلم أر بقرة تبتئس لأن المرعى يحترق أو لأنه جف لقلة الأمطار أو لأن صديقها الثور يغازل بقرة أخرى ، إن الحيوان يواجه الظلام والعواصف والمجاعات هادئا ساكنا ولهذا قل ما يصاب بانهيار عصبي أو قرحة في المعدة!!! ص73"
"إحساس المرء بعظمة نفسه ورسوخ قدمه وحصانة عرضه ضد المفتريات وإحساسه بتفاهة خصومه أو عجزهم عن النيل منه ، أو قدرته على البطش بهم ، كل ذلك يجعله بارد الأعصاب إذا أهين ، بطيء الغضب إذا أسيء إليه . ص 99"
"ولا قيام لحكم الطاغية إلا على الأذهان الممسوخة والأفكار الراكدة البلهاء . ص 131"
"لو أن أهل الإقدام ينظرون إلى الحتوف نظرة الجبناء إليها ما ثبت منهم أحد ، لكنهم يحتقرون ما أعظمه هؤلاء ، فيقبلون بينما هؤلاء يولون الأدبار . ص177"
"وكل ما نوصي به ألا تعطى العامة فوق ما لها من حقوق عقلية أو خلقية ، فإن مستويات الجماهير لا تتحكم في تقرير الحق أو تحديد الفضيلة . ص196"
ما لفت انتباهي أن الكاتب جمع بين بساطة العبارة في كتابته وطرحه العلمي الدقيق وهذا جعل الكتاب ماتعا ومشوقا وهذا ما يميز كتب المؤلف عامة .
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel