عن المؤلف:

سماحة الشيخ الجليل أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان

عن الكتاب:

ذكر سماحته في هذا الكتاب عن مسألة الوطء المحرم والآثار المترتبة من بعده في حرمة النكاح
وقد قسم الكتاب إلى محورين اثنين

المحور الأول
في تأصيل هذه المسألة فقهيا وبيان آراء الفقهاء فيها

المبحث الأول.
في مذاهب العلماء في انتشار الحرمة بالوطء المحرّم

وذكر أن الأمة كلهم قالوا أن الوطء الحلال ينشر حرمة النكاح في الأصول والفروع وإنما اختلفوا في الوطء الحرام هل له هذا الحكم ؟ ثم قال ولهم في ذلك مذاهب.

المذهب الأول
يرى أن الوطء الحرام كالوطء الحلال.
وهذا مروي عن عدد من الصحابة.
واستدلوا بروايات كثيرة منها رواية البيهقي في السنن
"لا ينظر آلله إلى رجل نظر إلى فرج امرأة وابنتها"

المذهب الثاني
أن الوطء الحرام سواء كان بين ذكر وأنثى أو بين ذكرين لا أثر له في انتشار الحرمة.
وهو مروي عن علي وابن عباس .
ورواية علي قال" لا يحرم الحرام الحلال"
المذهب الثالث
التفريق بين التي فجر بها الأب فتحرم على أبنائه والتي فجر بها الابن فلا تحرم على آبائه.
وهذا مذهب الظاهرية

المذهب الرابع
الزنا إن كان قبل العقد نشر الحرمة كالوطء المباح وإن كان بعده لم يكن له أثر في نشرها.

المبحث الثاني
في حكم انتشار الحرمة بوقوع الفاحشة بين الذكرين
اختلف القائلون بأن للحرام من الوطء ما للحلال من أثر في تحريم النكاح" وأكثرهم على أن هذا الحكم خاص بوقوعها بين الذكر والأنثى. وقيل لا فرق بين وقوعها بين الجنسين أو الجنس الواحد فلوقوعها بين الذكرين من تأثير الحرمة كما لو وقعت بين ذكر وأنثى وعلى الأول الحنفية ومن قال من المالكية بالتحريم.

المبحث الثالث
١- أدلة من لا يرى انتشار الحرمة بالسفاح.
استدلوا بكثير من الروايات منها
" وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا"
فقد استدلوا أن الله تعالى امتن بالنسب والصهر معا فدل ذلك على أن الصهر لا يثبت إلا بالنكاح دون السفاح كما هو شأن النسب.

ومن السنة حديث "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"
وكثير من الأحاديث

ثم ذكر سماحته أن هذه الروايات كلها لا تنتهض بها حجة إذ لم يصح شيء منها.

وأكثر القائلين بهذا الشافعي

٢- أدلة القائلين بالتحريم.
استدل القائلون بأن الوطء المحرم ينشر حرمة النكاح كما ينشرها الوطء الحلال بأدلة من الكتاب والسنة منها

من الكتاب "ولا تنكحوا ما نكح ءابآؤكم من النساء" وذلك أنهم حملوا النكاح في الآية على مطلق الوطء حلالا كان أو حراما .

وأكثر القائلين في هذا أبو بكر الرازي وأظنه من الحنفية.

المبحث الرابع
في تحرير المسألة
ذكر سماحته أولا في هذا المبحث عن تعريف ومكانة وقدسية الحياة الزوجية في الإسلام.
ثم أخذ يرد على المسائل واحدة تلو الأخرى.
ومن ضمن الردود التي ذكرها فمن قال أن هناك فرق بين الوطء الحلال والوطءالحرام.
قال: وبالجملة فإن الأدلة متضافرة على عدم الفرق بين الوطء الحلال والوطء الحرام في نشر حرمة النكاح.

المحور الثاني
في تطبيقات انتشار الحرمة عند القائلين بذلك.

المبحث الأول
في موقف السلف
قال:
"لا ريب أن الوطء ناشر للحرمة إجماعا إن كان حلالا وعلى الصحيح إن كان حراما كما سبق بيانه بدليله وهذا مما درج عليه السلف والخلف، ووقع الخلاف فما دون الوطء من مقدماته هل هو مفض إلى انتشارها أو لا؟ ... لمس الفرج، والنظر إليه ولمس البدن بشهوة والضم والتقبيل بشهوة، والذي يفهم من موقف السلف الصالح أن السواد الأعظم منهم كانوا يلحقون ذلك بالوطء... "

المبحث الثاني
في موقف علماء الإباضية من ذلك.
قال:
"ذهب جمهور أصحابنا مذهب جمهور السلف من الصحابة والتابعين، وهو أن الحرمة لا تنحصر في الوطء وحده وإنما تكون به وبما يكون باعثا عليه، هذا مع الإختلاف في بعض الجزئيات... "

المبحث الثالث
في موقف علماء الحنفية
قال:
" لقد كان الحنفية أكثر الناس تشددا في أصل هذه المسألة وإن وقع الخلاف بينهم في كثير من جزئياتها، كما أنها تسأهلوا في بعض الجزئيات بما يؤدي إلى الإستغراب..."

المبحث الرابع
في موقف علماء الحنابلة
قال:
" شدد الحنابلة كما تقدم في انتشار الحرمة بالوطء الحرام واختلفوا فيما دون الوطء من المباشرة والنظر إلى الفرج بشهوة..."

خاتمة
في تحرير المسألة
ذكر سماحته أن القائلين بانتشار الحرمة بالوطء المحرم مختلفون في إلحاق المس والنظر بشهوة في هذا الحكم.
ثم قال أن أكثرهم قال يلحقان به وقلة ذهبت إلى عدم إلحاقهما .
ثم قال لم يذكر أي الفريقين دليلا ما عدا ما ذكره الحنفية أن ذلك مبني على الإحتياط.
ثم قال:
" والذي يظهر لي بأن القائلين بإلحاقهما بالوطء، راعوا الأصلين الذين ذكرتهما في الاستدلال لترجيح القول بأن الوطء الحرام ينشر حرمة النكاح كما ينشر الوطء الحلال وهما مراعاة صون القداسة الزوجية، مع حفظ الأعراض، ومراعاة سد ذرائع الفساد.

اقتباسات من الكتاب:
رأي القارئ:

الكتاب عميق في الفهم واسع الإطلاع، لا يكفيه هذه التلخيص الهزيل.
بين في هذا الكتاب سماحة الشيخ أقوال العلماء من جميع المذاهب في هذه المسألة وخرج برأي مقنع يريح قلب القارئ.
جزاه الله عنا خير الجزاء وأدام عليه الصحة والعافية.
ولا أخفيكم أن وجدت صعوبة نوعا ما في فهم بعض المصطلحات من أقوال العلماء وبعض القواعد الفقهية التي ذكرها.

اللهم علمنا ما لم نعلم وفهمنا ما لم نفهم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel
Comments to: الوطء المحرم وأثره في نشر حرمة النكاح

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ارفاق صور، فقط إمتدادات PNG,JPEG,JPG and GIF مسموحة.

آخر الإضافات

حمد البحري عضو منذ January 6, 2022 حمد بن يعقوب بن ناصر البحري، إن أريد إلا إلاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، طالب تمريض في جامعة السلطان قابوس، شغوف بالتصوير والمونتاج والتصميم ومحب للقراءة وتطوير الذات. https://hamedalbahri.odoo.com/ هل تعجبك مقالات حمد البحري؟ تابعني على منصات التواصل الإجتماعي

الأكثر رواجًا

لا يوجد لديك حساب؟ سجل الآن!
الاسم الأول*
الاسم الأخير*
اسم المستخدم*
يسمح بكتابة الحروف الإنجليزية والأرقام فقط
البريد الإلكتروني*
كلمة المرور*
تأكيد كلمة المرور*