عن المؤلف:

حسن أوريد ، كاتب وأديب وشاعر من المغرب. يُعَد أحد أكبر المثقفين المغاربة المعاصرين، درس بالمغرب وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، يتقن خمس لغات. وتقلد مناصب سياسية عليا في المملكة، فكان مستشاراً لسفارة بلاده بواشنطن، ثم ناطقا باسم القصر الملكي (لأول مرة في تاريخ الملكية) ووالياً على جهة مكناس، ومؤرخا لها.

ثم بعد عودته من رحلة الحج هذه التي كتب روايته عنها استعفى من العمل الحكومي ليخرج من المسؤولية، ويتفرغ للكتابة والبحث، فصدرت له أعمال روائية أخرى منها "الحديث والشجن" و"سنترا" و"سيرة حمار" و"ربيع قرطبة" و"رباط المتنبي". وله كتاب فكري "أفول الغرب". وحازعلى جائزة بوشكين للآداب لسنة 2015 من اتحاد كتّاب روسيا.

ومع أنه نشأ في أسرة متدينة، ودرس في صباه على يد أساتذة أجلاء لقنوه فنون اللغة والأدب. إلا أن دراسته في فرنسا أثرت عليه فأصبح عقلانياً ناقماً على الدين الإسلامي، ساخراً من الشعائر الدينية. فكانت رحلة الحج التي قام بها بمثابة عودة البوصلة الى طبيعتها.

عن الكتاب:

أثارت هذه الرواية جدلاً ونقاشاً واسعاً في الأوساط المغربية وفي منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ظهور مقطع فيديو للمفكر المغربي أبي زيد المقرئ الإدريسي، أشاد فيه بـ(أوريد)، وتطرق الى ماضيه بـما فيه من سلبيات ، وأشاد بما صار إليه من تحول إيجابي.

واعتبر أبو زيد أن هذه الرواية من أفضل ما قرأ من بين آلاف الكتب، وأن قارئها سيختلف عما كانه قبل قراءتها، وهو ما اعتبره نشطاء «مبالغة»، في حين قال آخرون إن الأمر «حقيقة».

وساهم هذا النقاش في تداول الرواية بشكل كبير بصيغتها الإلكترونية، وتزايد الإقبال عليها في المكتبات.

تحكي رواية «رَواء مكة» عن رحلة أوريد إلى أداء مناسك الحج، وكيف تحولت هذه الرحلة إلى مراجعات قلبت أفكاره ومعتقداته رأسا علىعقب، حيث أعاد تصوره لمجموعة من المفاهيم، وارتبط روحيا ووجدانيا وعقليا ونفسيا بالإسلام.

كما تناولت الرواية جزء من حياته الشخصية في طفولته وعلاقته بوالديه وجدته، ومعلميه، كما تناولت جانباً من دراسته في المدرسة المولوية مع الملك محمد السادس (كان آنذاك أميراً). وحملت الرواية الكثير من الاستشهادات والاقتباسات لمن قرأ لهم وتأثر بهم من الكتاب والمفكرين والفلاسفة العرب والأجانب.

والخلاصة أنه بهذه الرواية عاد من بعيد، من عوالم العقلانية التي بشّر بها الغرب، والوجودية التي أغوته في كتابات سارتر وكامي، وعوالم فرويد الغائرة في النفس البشرية؛ معتبرا أن هذه المشارب التي تشبع بها تؤدي للتحرر من قيود الدين، فقد كان ينصت للمعري وهو يقول لا إمام سوى العقل، بينما يقول هو "لا هادي سوى الغرب" ، ثم تغير على النقيض تماماً معبراً عن ذلك بقوله "أصبح لحياتي معنى، أدركت المعاني الدقيقة لنداء: لا إله إلا الله محمد رسول الله".

▪️ لخصهيعقوب بن نبهان الخروصي (بتاريخ 9  رمضان 1440هـ - 15  مايـــو  2019م).

اقتباسات من الكتاب:

"هل قدّرتُ يوما أني سأشد الرحال إلى الديار المقدسة وقد نفرت عما كنت أراه رسيس تربية ومختلفات ثقافة.. هل هي مصالحة مع الإسلام، أم هي قطيعة نهائية تأخذ شكل سفر للوقوف على وجه من وجوهه؟ (ص12)"

رأي القارئ:

استمتعت بالرواية حقاً، واستفدت منها كثيراً، سواء من حيث عموم فكرتها وما حملته من ضرورة مراجعة الذات والبحث في عمق المعاني الإيمانية، أو من حيث خصوص صياغتها الأدبية الرفيعة وما تضمنته من اقتباسات كثيرة وتضمينات رائعة.

لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel
Comments to: رَواءُ مَكّـة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ارفاق صور، فقط إمتدادات PNG,JPEG,JPG and GIF مسموحة.

آخر الإضافات

حمد البحري عضو منذ January 6, 2022 حمد بن يعقوب بن ناصر البحري، إن أريد إلا إلاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، طالب تمريض في جامعة السلطان قابوس، شغوف بالتصوير والمونتاج والتصميم ومحب للقراءة وتطوير الذات. https://hamedalbahri.odoo.com/ هل تعجبك مقالات حمد البحري؟ تابعني على منصات التواصل الإجتماعي

الأكثر رواجًا

لا يوجد لديك حساب؟ سجل الآن!
الاسم الأول*
الاسم الأخير*
اسم المستخدم*
يسمح بكتابة الحروف الإنجليزية والأرقام فقط
البريد الإلكتروني*
كلمة المرور*
تأكيد كلمة المرور*