أبو علي يوسف بن سالم بن علي السيابي
يتحدث الكتاب عن سيرة الإمام ناصر بن مرشد بن مالك اليعربي رحمه الله.
وقد وصف الكاتب الأوضاع الصعبة التي كانت سائدةً في الفترة التي سبقت ظهور الإمام العادل ناصر بن مرشد في القرن الحادي عشر الهجري بقوله:
"لقد عاشت مدينة الرستاق فترة صعبة طمست فيها معالم الدين أو كادت وفي زمن تلاطمت فيه الفتن وساد الظلم والقهر وأصبح سلطان العصبيات الجاهلية باسطاً ذراعيه على داخلية عمان وسلطان المحتل جاثماً على سواحلها ؛ فويل لك إن أقبلت و إن أدبرت …"
حتى بايع المسلمون ناصر بن مرشد على الإمامة، فوحّد البلاد داخليا، وطرد الغزاة البرتغاليين من معظم أرجاء البلاد فيما عدا بعضالمناطق الساحلية في مسقط.
وقد استقر المجتمع العماني في عهده وتفرغ الناس للعلم والعبادة، [يقول الشيخ أبو نبهان رحمه الله تعالى في معرض حديثه عن هذا الإمام و فضله: "فضل هذا الإمام يزاحم فضل الإمامين ـ الجلندى بن مسعود وسعيد بن عبد الله - إلا أنه يفوق لأن العدل كثر في زمانه وطال مكثه، وكثر في زمانه العلم، وكثر الدين والورع . في زمانه حتى أنه من يبيع اللحم ويبيع البصل فيهم من يصلح أن يكون قاضيا أو واليا أو خازنا أو وكيلا لكثرة أمانتهم وعلمهم " انتهى]
وقد تحدث الكتاب عن صفات الإمام و سياسته وأخلاقه، فكان مما أورده في هذا الباب ما قاله صاحب كتـاب فواكـه الـعـلـوم: "كان رءوفـا بـالمؤمنين رحيمـا بـالفقراء والمساكين قـوي الـجـأش كثيـر الـتفحص عـن النـاس، لا بطـرا ولا متكبـرا ولا متجبـرا ولا مهملا ولا غـافـلا ولا معنفـا ولا بخيلا ولا نمامـا ولا حسودا ولاحقودا، يرغب الغريب لغربتـه ويصرف عنـه شـدة كربته وينسيه هوى وطنه ويزيل عنه أحوال حزنه، بل كان حنيفا مسلما قانتا مخلصا شاكرا، إن نطـق نـطـق بتسبيح، وإن صمت صمت عـن محاسبة نفـس وتفكـر فـي أمـر الآخرة..... قـد قـسـم زمـانـه مـدة عمـره للصلاة ودراسة القرآن وآثار الأئمة الصالحين والأحكام بين الرعايا والصدقة على الفقراء والمساكين و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
معلومات عن الكتاب السمعي:
- قراءة: أ. علي بن سيف الشرجي
- إنتاج وتصميم: مركز الإمام الرحيلي
https://youtu.be/lU20QJ1J1uw
وبالتعاون مع اللجنة الثقافية بنادي الرستاق الرياضي الثقافي.
"- اقتباس من المقدمة عن أهمية دراسة التأريخ: يقـول سماحة الشيخ أحمـد الخليلي في تفسيره : " ومن شأن النفس أن تعتز بتليدها من الخير فتسعى إلى ضـم طـارفـه إليـه، والتذكير بكرامـة الآباء وفضائلهم وفواضـلـهم مـن أنجح لبعث عزائم أبنائهم على أن يحذوا حذوهم، ويقفوا أثرهم وكثيرا ما تحول الأصالة في الخير والعز والشرف عن التـردي فـي دركـات الـشر الدواعي والمهانة والفساد. وإذا كان الوعظ من شأنه أن يترك في الموعوظ أثرا نفسيا جارحا لشعوره ؛ بأن الواعظ لم يقصده بموعظته إلا لأنه لم يكن على الحالة التي ينبغي أن يكون عليهـا ـ وقد يفضي هذا الشعور إلى النفرة لما يصحبه من الإحساس بالمهانة ـ فإن مزج الموعظة بذكر شرف الموعوظ وعلو قدره وسؤدد محتده كفيـل بـأن يعفـي هـذا الأثر فيحـول الـشعور بالمهانـة إلـى شـعور بالكرامـة وإحساس بأن ما نهنهته عنه الموعظة أمر لا يليق بشرف الماضي وكرامة الحاضر"."
"- اقتباس من المقدمة مبينا أهمية دراسة التأريخ: يقول الشيخ العلامة نور الدين السالمي رحمه الله: " فإنه لا يخفى على عاقل أن علم التاريخ مما يعين على الإقتداء بالصالحين، ويرشد إلى طريقة المتقين، لأن فيه ذكر أخبار من مضى من صالح و طالح، فإذا سمع العاقل أخبار الصالحين اشتاقت نفسه إلى اقتفاء آثارهم، وإذا سمع أخبار الطالحين أشفقت نفسه أن يكون جملتهم فتراه بذلك يقتفي آثار من صلح، ويجتنب أحوال من طلح " ."
"- مقولة للإمام ناصر بن مرشد اليعربي تدل على همته العالية: " ونيتي أنني لو قدرت أن أملأ الأرض عدلا وصلاحا وإرادتي أن أدمر كل ظـالم وأشتت كل جماعة اجتمعوا على المنـاكر والفجـور والـخـوض فـي أفـحـش الأمـور فإنـه لا أثـرة عنـدي لظـالم ولا حيـف لمـسلم"."
"- قال الإمام ناصر بن مرشد اليعربي : "فـإنـي امـرؤ أعزنـي الله بدينـه وأرشـدني بطريقة نبيه وأمينه ولا أثرة عندي لظالم ولا شدة عندي لمسلم راحم"."
أنصح بقراءة هذه السيرة العطرة لهذا الإمام عادل الذي وحد البلاد ونشر العدل وأقام الدين، كما أن صوتَ القارئ للكتاب السمعي إذاعيٌ واضح ما شاء الله.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel