أحمد أمين إبراهيم الطباخ، مؤلف ومفكر مصري الجنسية، وُلِدَ في القاهرة عام 1886م، وهو والد المفكر "جلال أمين". كتب في مختلف المجالات المعرفية كالفلسفة والأدب والنقد والتاريخ والتربية، ومن أهم كتبه "موسوعة الحضارة الإسلامية"، وتوفي سنة 1954 م.
هذا الكتاب يحتوي على نصائح ومواعظ أبوية من أحمد أمين إلى ولده، وعن مناسبة تأليفه لهذا الكتاب قال في مقدمة كتابه:
"ﻃﻠﺒﺖ إليّ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻬﻼل في آﺧﺮ ﺳﻨﺔ 1949 م أن أﻛﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻘﺎﻻت ﺑﻌﻨﻮان "رﺳﺎﻟﺔ إلى وﻟﺪي" تُنشر ﺧﻼل ﻋﺎم 1950، ﻓﺄﺗﻤﻤﺘﻬﺎ اﺛﻨﺘﻲ عشرة ﻣﻘﺎﻟﺔ في ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ، وﺟﻬﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺎﺋﺤﻲ وﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺠﺎرﺑﻲ إلى وﻟﺪي. وﺻﺎدف أن ﻛﺎن لي اﺑﻦ ﻳُﺘِﻢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ في إنجلترا فاستحضرته في ذﻫﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ .."
حتى قال: "ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻤﺖ، أﺷﺎر عليّ ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮان أن أﻓﺮدﻫﺎ في ﻛﺘﺎب، ﻓﺎﺳﺘﺼﻐﺮﻫﺎ اﻟﻄﺎﺑﻊ وﻃﻠﺐ أن أﺿﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ أو ﻧﺼﻔﻬﺎ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻗﺒﻮﻻ ً ﺣﺴﻨًﺎ، إذ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻌﺎن ﻋﻨﺪي ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ في اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺛﻨﺘﻲ عشرة ﻓﻜﺘﺒﺘﻬﺎ، وﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﻴﻮم ﺗﺨﺮج ﰲ ﻛﺘﺎب. والمأمول أن ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻴﻞ الحاضر ﻛﻤﺎ اﻧﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ابني .."
رابط الكتاب الصوتي في يوتيوب (قناة: صوتٌ فصيح، طول الكتاب الصوتي: 2:29:05 ساعة):
https://youtu.be/rw7v_esVo88?si=2X2wjTcxartGBJ_Z
والمتأمل في صياغة هذه النصائح الذهبية يلمس مقدار التلطف في النصح، والاهتمام عند تقديمها بالقيم السامية والمبادئ الأخلاقية والفضائل الإسلامية التي لا تتغير مع اختلاف الزمان، مع التأكيد على ضرورة التدين، والعمل الجاد، والاهتمام بالدراسة وطلب العلم في الغربة، وتنمية المعارف والمدارك، والأخذ بالمفيد من الحضارة الأوربية، والترفع عن سفاسف الأمور، مع ضرورة تجنب السعي وراء ملذات الدنيا الفانية واللهث وراء جمع المال الزائل.
"- أي بني! إن الذوق عمل في ترقية الأفراد والجماعات أكثر مما عمل العقل .. ولئن كان العقل قد عمل المدن وصممها فإن الذوق قد جملها."
"- والأمة لا يستقيم أمرها إلا إذا تعادل في أبنائها الشعور بالحقوق والواجبات معاً، وما لم يطغى أحدهما على الآخر!وكل ما نرى في الأمة من فساد وارتباك وفوضى وتدهور نشأ من عدم الشعور بالواجب."
"- العلم كالمصباح قد تكتشف به طريق الهداية وقد تكتشف به طريق الضلال!"
"- وكلما عَظُم الواجب عظمت التضحية، كالذي نشاهده في الحروب الدفاعية، نبذل الكثير من الأرواح في المحافظة على سلامة الوطن. ""
نصائح ذهبية صيغت في قالب أدبي بأسلوب بارع بليغ، يظهر فيها جلياً التلطف في نصح الوالد لولده.
أنصح بقرائته.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel