المفكر الأديب عباس محمود العقاد، من مواليد محافظة أسوان بمصر سنة 1889
يتحدث العقاد في كتابه هذا عن أثر العرب في الحضارة الأوربية، والعكس أيضا (أي أثر الحضارة الأوربية في النهضة العربية).
وجاء في مقدمة هذه الطبعة تعريف العقاد للعرب الذي يعنيهم في كتابه قائلاً: "فهم أولئك الأسلاف من المتكلمين بالعربية التي لم تكن في العالم عربية سواها قبل خمسة آلاف سنة. ويخلفهم اليوم بهذا الاسم جميع الناطقين بالضاد ممن يشتركون في تراث واحد، ويرتبطون بمصير واحد، كلما تميزت الأقوام بمصايرها في ميادين الفكر والعمل والاجتماع."
ثم ختم المقدمة بعبارة متفائلة جاء فيها:
"وصفوة القول في موقف العالم العربي اليوم أنه الموقف الذي يطيب فيه النظر إلى الغد، كما يطيب فيه النظر إلى الأمس، فلا يفرد فيه الفخر بالآباء دون الأمل في الأبناء."
? مدة الكتاب الصوتي: 4 س 58 د.
? بصوت: سامي العربي.
? تم تحميل الكتاب المسموع من تطبيق "كتاب صوتي"
"فمن ذا الذي يتملى منظرًا من مناظر القصور العربية ويعزل بينه وبين رشاقة النخلة الهيفاء، وخفة الفرس الضامر، وهودج الحرم المكنون، وتناوب الحياة بين الفضاء والزلال .."
"... وننتهي بالبحث كله إلى عبرتين خالدتي: أولاهما: أن الأمم الشرقية والغربية جميعها دائنة ومدينة في تراث الحضارة الإنسانية، وأنه ما من أمة لها تاريخ إلا وقد أعطت كما أخذت من ذلك التراث. وثانية العبرتين: أن الأمم تستفيد في باب الحضارة على الرغم منها، وعلى الرغم ممن يفيدها؛ فالمستعمرون الغربيون لم يقصدوا تعليم الشرقيين حرية الأوطان، ولكنهم تعلموها وهم ناقمون، والشرقيون قد شحذوا السلاح الذي ضربتهم به يد الاستعمار، وأصيبوا به قبل أن يعرفوا كيف. ﴿َوَعَٰسى أَن تَْكَرُهوا َشيْئًا َوُهَو َخْيرٌ َّلُكْم﴾. ﴿َوَلْوَلاَ دْفُع ِالله الناَس بَْعَضُهمِ ببَْعٍض َّ لَفَسَدِت اْلأَْرُض﴾. ﴿َوتِلك الأياُم نَداِولَها بَْين الناس﴾."
موضوع الكتاب مهم، ولغة المؤلف راقية ورصينة، وقد يؤخذ على الكاتب أنه حاول أن ينسب كل فن من الفنون لدى الحضارات الغربية إلى العرب إبتداءً؛ وفي بعض ذلك مما لا يخفى من التكلف والغرابة والله أعلم.
وعموماً أنصح بقراءته.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel