سماحة الشيخ العلامة /أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي، ولد عام 1942 بمحلة مفنيستي بجزيرة زنجبار حيث كان والده مهاجرا، وقد عاد إلى موطنه الأصلي 1964. درس القرآن الكريم والعلوم الدينية والعربية في زنجبار وعمان على يد عدد من المشايخ. عمل بعد وصوله إلى سلطنة عمان سنة 1964 مدرسا للقرآن الكريم والعلوم الشرعية بولاية بهلا وسط عمان عام 1965، ثم انتقل للتدريس بمسجد الخور بالعاصمة العمانية مسقط، عام 1974 عين مديراً للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة وفي عام 1975 عين مفتياً عاما للسلطنة بدرجة وزير. شغل رئاسة مجلس إدارة مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية، والرئاسة الفخرية لكلية العلوم الشرعية، كما كان رئيساً للجنة المطبوعات بوزارة التراث والثقافة، وعضو مجلس أمناء جامعة نزوى بعمان.
شغل عضوية مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مؤسسة آل البيت "المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية " (مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي) بالأردن، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران.
كتب الكثير من الكتب في التفسير والعبادات والفتاوى، بالإضافة إلى تقديمه الكثير من المحاضرات والدروس في تفسير القرآن الكريم، وفي الفتاوى العامة. ومن أعماله كتاب "جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل"، وكتاب "الحق الدامغ "، وكتاب "الفتاوى" وكتاب "فتاوي العقيدة ".
وكتاب "شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد"، وكتاب "الاستبداد مظاهره ومواجهته"، و"الحقيقة الدامغة"، و"اختلاف المطالع وأثره على اختلاف الأهلة".
شارك في عدد من البحوث العلمية في مؤتمرات وندوات متخصصة، طبع منها بحث بعنوان "أثر الاجتهاد والتجديد في تنمية المجتمعات الإسلامية"، وبحث "القيم الإسلامية ودورها في حل مشكلات البيئة"، وبحث بعنوان "البعد السياسي لأسباب الفقر"، و"زكاة الأنعام".
له مجموعة من الفتاوى المطولة تناقش قضايا مهمة طبع بعضها، كما نشرت له مجموعة من الحوارات والمحاضرات والخطب تتحدث عن "إعادة صياغة الأمة "، وعن "الدين والحياة "، و"وحي المنابر"، و"المواهب السنية في الخطب الجمعية"، بالإضافة إلى سلسلة من المحاضرات في العقيدة والفكر الإسلامي.
مؤلفاته
كان يقيم جلسات علمه يوم الجمعة في العادة وهو نفس منطلق محمد عبده مؤلف تفسير المنار من أبرز كتبه:
جواهر التفسير.
وسقط القناع.
إعادة صياغة الأمة.
الحق الدامغ.
جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل.
الإيلاء.
زكاة الأنعام.
الاستبداد مظاهره ومواجهته.
الاجتهاد.
الفتاوى.
المحكم والمتشابه.
العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع.
شرح قصيدة غاية المراد في الاعتقاد للامام نور الدين السالمي.
عوامل تقوية الوحدة الإسلامية في الشعائر الدينية
إختلاف المطالع واثره على اختلاف الاهلة.
تصحيح مفاهيم خاطئة
امة الإسلام إلى أين مسيرا ومصيرا.
برهان الحق.
مصرع الإلحاد ببراهين الإيمان
تحدث المؤلف في كتابه عن 4 محاور رئيسية وهي كالتالي :
1. في اعتماد الإباضية على السنة النبوية.
2. منهج الإباضية في الحكم على الرواية.
3. في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها.
4. العقلانية ومباينتها للإباضية.
حيث أسهب سماحته في شرحه للمحاور الأربعة؛ مستندا على المصدر الأول للتشريع وهو القرآن الكريم وكذلك على السنة النبوية المطهرة و على أقوال العلماء؛ حيث كان شرحه للمحاور شرحا علميا ممنهجا مدعوما بالأمثلة والنصوص، وفي محور الكتاب الرابع ذكر سماحته أنواع الضلالات التي أعلنها أصحاب الفكر العقلاني؛ فكان رده شافيا وافيا؛ حيث كان القرآن فاضحا لضلالاتهم وانحرافاتهم.
"(واتفق جميع علماء المذهب على أن السنة النبوية ولو أتت من طريق الآحاد تخصص عمومات القرآن، قال الإمام أبو يعقوب الوارجلاني-رحمه الله-: "وأما تخصيص العموم بالسنة، قول الله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة المائدة 38] ثم خصت السنة من السارق من سرق ما دون ربع دينار لقوله عليه السلام:" لا يقطع السارق في أقل من ربع دينار") " صـــ18ــــ"
"(*لأجل هذا لا يمكن أن نتقبل ما رووه* عن ابن عباس أنه قال: لما اشتدَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وجَعُه قال:" ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعده" قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتابُ الله حسبنا. فاختلفوا، وكثر اللغط. قال:" قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع" فخرج ابنُ عباس يقول:" إنَّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه"[رواه البخاري] فإن هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يجترئون على مخالفة أوامره ونبذها والحيلولة دون تنفيذها......)صـــ107ـــــ"
"(مع أن النهي عن أكل الحمر الأهلية روي بطرق متعددة ولم يكن من طريق الحكم بن عمرو وحده، وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا حراصا على نقد الروايات وردها ولو أتتهم من طرق صحابة عدول عندما يلحظون فيها أدنى مخالفة لما في القرآن الكريم، ولم يكن ذلك تجريحا لرواتها، ولكن لما يتصورونه من احتمال الالتباس عند حمل الرواية أو عروض النسيان.... ) صــــ45ـــــ"
"(وقد صم هؤلاء العقلانيون أو تصامموا عن هذه الآيات وغيرها وعموا أو تعاموا عنها، فادعوا إفكا وزورا أن الجنة موئل جميع أصحاب الديانات كيف ما كان اختلافها، ورفعوا عقيرتهم بالدعاء بالجنة لمن مات على غير الإسلام،.... (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [سورة النساء 136]، وقال تعالى:(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [سورة المائدة 72]....) صــ168ـــــ"
كتاب جميل استفدت منه كثيرا، حيث قرأته بواسطة النسختين: الورقية (الأجمل في القراءة) و الإلكترونية (الأسهل في أي وقت ومكان).
*لخصه لكم:*
يوسف بن سعيد الرواحي
التاريخ : 9/ ربيع الآخر 1441هــــ
الموافق: 6/ ديسمبر 2019م.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel