هو الشيخ العلامة سيف بن عبد العزيز بن محمد بن سالم بن سيف الرواحي العبسي المسلماتي ، قاض وفقيه وناظم للشعر، ولد في شهر صفر عام 1324هجري الموافق عام 1907م في بلدة مسلمات بولاية وادي المعاول ، ترعرع في ظل أسرة اشتهرت بالفضل والعلم والجود والكرم ، فنشأ نشأة صالحة.
تلقى مبادئ العلوم على يد والده الشيخ عبد العزيز ، ثم الشيخ محمد بن شامس بن عبد الله الرواحي ، وكان يتردد في أوقات الصيف على مسجد الخور ليتتلمذ على يد الشيخ سعيد بن أحمد بن سليمان الكندي.
رجل إلى زنجبار ، وتعلم هناك على يد عمه سالم بن محمد بن سالم الرواحي، وأفاد من علمه وتوجيهاته مما كان له الأثر الإيجابي في زيادة حصيلته العلمية ، والتقى بالشيخ العلامة أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي ـ عالم الشعراء وشاعر العلماء ـ ولعله أفاد منه كذلك.
تقلد القضاء على وادي المعاول بتكليف من الإمام الرضي محمد ابن عبد الله بن محمد الخليلي ـ رحمات الله عليه ورضوانه ـ فكان الشيخ محل ثقة الإمام ، وكان الإمام يستشيره في بعض القضايا الفقهية .
توفي ـ رحمه الله تعالى ـ في بلدته مسلمات ليلة الخميس الرابع من جمادى الآخرة من عام 1412 هــ ، الموافق له الحادي عشر من ديسمبر من عام 1991 م ، بعد رحلة جهادية في نشر العلم والصلاح والخير بين أبناء المجتمع ، رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته.
" وإن من صفات العلم النافع الخضوع ، وتحقير النفس، واستجهالها، وإثبات الكبرياء لله تعالى ، فالعلم بالرعاية لا بكثرة الرواية، وشرف العلم لا يخفى على كل أحد ، إذ هو المختص بالإنسانية ، لأن جميع الخصال سوى العلم يشترك فيها الإنسان وسائر الحيوانات، كالشجاعة والقوة والجراءة والجود والشفقة وغيرها" صـ23ــ
" واعلم أنه لا يدخل في زمرة المصلحين من كان مداهنا في الدين، أو يتهجم بالقدح شهوة وتفكها ، وينتصر لهواه تعصبا وتنطعا، وهذا تأريخ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والخلفاء الراشدين ، والأئمة التابعين، والعلماء الراسخين ، ناطق ينادي بما كان لهم من الإقدام فكانوا يتعاونون في أمور الدين لقوة غيرتهم على العدل ، وشدة رغبتهم في الصالح العام، يأخذون في الفور على أيدي المحدثين ، ويعاقبونهم عقوبة رادعة زاجرة ، على قدر جناياتهم وأحداثهم". صـ 40ــ
كتاب قيم ، أنصحكم بقراءته ، لما يتضمنه من عبارات ترفع الهمة لطلب العلم، وتحث على إخلاص النية لله عز وجل عند طلبه.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel