—-
كان مهد الكتاب يعرّف عن جزيرة موهيلي سبب تسميتها -قيل الاسم الاصلي هو المحلّى او المحلة - وموقعها - في جزر القمر - وسكانها و مكانتهابين شقيقاتها من الجزر .
لقد وصل أحد وجهاء مدغشقر ملغاشي الاصل هاربًا ومعه بضع مئات من اتباعه ثم انتقل إلى موهيلي فاغتصب فيها السلطة - عنوة- فنصب نفسهسلطانا ثم اعلن اسلامه وأقسم بالولاء و التبعية للدولة البوسعيدية وأخذ العلم الأحمر يرفرف في الجزيرة . ( و هذا دليل على اتساع رقعة دولةالبوسعيد حتى قيل:
"إذا علا زامر في زنجبار
رقص الناس في البحيرات رصقا" )
بعهدها توفي الحاكم الملغاشي ليؤول الحكم لإبنته جومبيه " اي سمو الأميرة" فاطمة، وعمرها حينئـذ خمس سنوات تحت وصاية امها. انتهزت فرنسافرصة صغر سن السلطانة بإرسال الهدايا -مع انها كانت تافهة-و الرسايل إلى هذه الأرملة وابنتها فاطمة لإيجاد قناة اتصال، ومع قلقهم الشديد منتنامي نفوذ السلطان سعيد حيث كانت تتبلور يوما بعد يوم، رأت فرنسا لمواجهة نفوذ السيد سعيد ومعاكسة افشال مواليه، ضرورة إيجاد ممثلية دائمةفي الجزيرة من غير فتح قنصلية، فقد قرروا وضع جومبيه تحت حضانة مربية فرنسية، تقوم بالدور المخبر وتتابع النشاط العربي، وتحول دون التأثيرالعربي و الإسلامي في السلطانة، وقد أبدت عذه المربية مهارات وإخلاص منقطعي النظير حيث بدأت الأميرة في التحدث بالفرنسية في مدة قصيرةولا ننسى السلوك الاوربي والكاثوليكي إلى جانب البعد السياسي فلم تقصر في ذلك إذ أبلغت عن أن مصالح السيد سعيد ما زالت متينة ومتنامية.
واختصر الملخص بالقول إن فرنسا كانت جاثمة بكلكلها على صدر جزيرة موهيلي، فقد استخدمت لتكريس هيمنتها ومطامعها في الجزيرة، ومواجهةنفوذ البوسعيد : السياسة وشراء الذمم والإغراء بالمال ورجال الدين المنصرين و الابشع من ذلك استخدام القوة العسكرية المتمثلة في الاسطولالبحري من قصف القرى وحتى حرق القصر السلطاني للأمير جومبيه.
نرى ان فرنسا صادقت وفي نفس الوقت عاديت فهنا يظهر جليا انه لايجود لديها صداقة مع دولة او عداوة فكل ذلك من أجل مصالحها .
كتاب بسيط و شيق يحمل في طياته قصة صراع كبير على السلطة في جزيرة صغيرة
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel