عيسى بن محمد الرواحي
هذا كتاب جَمَعه مؤلفه مشكوراً من مختلف كتب التفاسير في قالب جديد مستساغ، مما اصطفاه وارتضاه من اللطائف القرآنية والفوائدوالفرائد في التعبير القرآني، فذكر التعليل والبيان على هيئة 'قال الله تعالى ولم يقل'، مع سرد الفوائد، وذكر اسم المرجع والمؤلف، مدرجاًتعريفاً موجزاً عن كل مؤلف في هوامش الصفحات. الجزء الأول يقع في 160 صفحة.
" "بلِّغوا عنِّي ولو آية"، قال السادة العلماء أن "بلِّغوا" تكليف، و "عنِّي" تشريف، و "ولو آية" تخفيف."
"جاء في العقد الفريد أن "اختيار الكلام أصعب من تأليفه"."
"العدل الصِّرْف هو أشرف معنى المُلك فإن الملوك تتخلد محامدهم بمقدار تفاضلهم في إقامة العدل، ومن هنا قال الله تعالى في سورة الفاتحة "مالك يوم الدين" فوصفه بأنه ملك يوم العدل الصِّرْف، وهو يوم الجزاء والحساب، ولم يقل ملك يوم الحساب. [التحرير والتنوير - لابن عاشور]"
"وعيد مخيف في قوله تعالى "ولهم عذاب عظيم" (البقرة 7)، إذ أن المتوعد هو رب العزة جل وعلا، وتوعدهم بعذاب وهي كلمة نكرة تحمل من الدلالة المخيفة ما لا تخفى، ثم أتبعها بقوله "عظيم" فأي اطمئنان لقلوبهم بعد هذا؟ فما أصبرهم على النار. [البحر المحيط في التفسير - لأبي حيّان الأندلسي]."
"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" وهي حالة يلقي فيها الإنسان نفسه للانقياد التام، ويباشر بأفضل ما فيه وأعلاه - وهو الوجه - الترابَ الذي هو موطئ قدميه، ولذا سمي المسجد مسجدا؛ ومن هنا قال الله "ومن أظلم ممن منع *مساجد* الله أن يذكر فيها اسمه" ولم يقل مقام، أم مركع، أو مقعد، أو معكف. [البحر المحيط في التفسير - لأبي حيّان الأندلسي]."
"".. فاستبقوا الخيرات .." (البقرة 148)، قال 'استبقوا' ولم يقل 'اسْبَقُوا'، ليتناول السابق والمسبوق، فالمسبوق حينئذ يصدق عليه أنه استبق ولكنه لم يسبق، ولو قال: اسْبَقُوا لما تناول إلا السابق. [من تفسير ابن عرفة]."
""قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم" (الأنبياء 69)؛ ولم يقل برداً فحسب! "وعن ابن عباس: لو لم يقل: "وسلاماً" لهلك إبراهيم من البرد، ولو لم يقل: "على إبراهيم" لما أحرقت نارٌ بعدها ولا اتقدت، انتهى." [البحر المحيط في التفسير - لأبي حيان الأندلسي]."
" "كلوا واشربوا هنئيا بما كُنتُم تعملون (34) إنَّا كذلك نَجْزِي المحسنين (44)" [البقرة] ولَم يقل: نَجْزِي العاملين، مما يُشعِر بأن الجزاء إنما هو على الإحسان في العمل لا مجرد العمل فقط. الغاية من التكليف إنما هي الإحسان في العمل: تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا. [أضواء البيان في شرح القرآن بالقرآن - لمحمد الأمين الشنقيطي]."
الكتاب فيه من الزهور القرآنية والإضاءات البيانية والطرف الفريدة من كتاب الله تعالى المعجز ما يجعله ممتعاً للقارئ أيما متعة، ومفيداً لهأعظم فائدة في آن واحد.
وليس أدل على مقدار الجهد الذي بذله المؤلف في تجميع هذه اللطائف القرآنية من عدد المراجع التي نهل منها في سبيل إخراج هذا العمل،وقد بلغت 31 مرجعاً جلها من كتب التفاسير.
أنصح بقراءته للتعرف على إعجاز القرآن ودقة تعبيراته وبلاغة آياته.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel