يتحدث الكتاب عن الإيمان بالله و أداء العبادات و تعظيم كتاب الله و توقير العلم و طلبه ونشره، و العلاقات الاجتماعية، وفيما يتعلق بالعقل و الأموال واللباس و التقاليد، وغيرها من ضروريات حياة المسلم.
? ابتداء سماحته فيما يتعلق *بالإيمان بالله*:
? قد وجه الله عباده إلى اعتقاد و إعلان أن كل مصيبة تلم بهم إنما هي بحسب ما كتبه الله لهم ﴿ *قُل لَن يُصِيبُنَا إلَّا مَا كَتَبَ الله لَنا ...*﴾ ، وأنمل عطاء و كل حرمان إنما هو بأمره سبحانه وتعالى ﴿ *ما يفتح الله للناس من رحمة فلا منسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده* ... ﴾
وجائت السنة النبوية مؤكدة لما توحيه الفطرة فقد قال ﷺ مخاطبا ابن العباس : يا غلام إني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهكو إذا سألت فاسأل الله ... إلى آخر الحديث ، وها هو النبي كان حريصا على أن يربي هذه الأمة وفق هذه السنن المنسجمة مع الفطرة و الملتأمة معهداية القران .
?ثم يذكر سماحته أن كثيرًا من ضعاف الإيمان ما تستبد بهم الأوهام حتى يتسارعوا إلى دعاء الجن و التقرب إليهم ، وكم تفننوا ف الضلال والجهل و العمى أن يشكوا إلى الجن ما أصابهم ويعرض عليهم ان يكشفوا عنه الضر ، أولا يدري هؤلاء ان الجن انفسهم لا يعلمون الغيب ولا يملكونذرة من أمر هذا الكون.
?و يذكر فيما يتعلق بحسن أداء العبادات :
?من العادات ما نراه من بعض الناس في صلاته لا يكاد يطمئن في سجوده ولا ركوعه كأنه من سرعته هارب من سبع ضار أو عدو يتربص به ، وقديجادل من تستهويه السرعة في الصلاة زاعم أنهم متبعون السنة عندما قال النبي ﷺ : *أيكم صلى بالناس فليخفف.* وقد أجاب عن هذا العلامةأبو مسلم بقوله:" صدق رسول الله ﷺ ، لكنه قال هذا ليوضع موضعه حيث يريد الشرع، لا حيث تريد الشهوات..."
?ومن العادات المتفشية في الصلاة تزاحم الجماعات فكم تجد في المسجد الواحد من تعدد الجماعات في الوقت الواحد، وقد يتعلل البعضباختلاف الصلاتين بين الجماعتين ، وهذه التعلة ليست مجدية ؛ وكما قال ﷺ : "إذا أقيمت صلاة فلا صلاة إلا الصلاة المكتوبة " أي التي أقيمت .
? فيما يتعلق بالتقاليد :
يبني الإسلام الشخصية المسلمة على أن تستقل بفكرها و تصورها و عباداتها وعاداتها و اخلاقها و آدابها ومخبرها ومظهرها لتكون هي الشخصيةالمؤثرة في الحياة القابضة لزمام الأمور تملي إرادتها على غيرها و لا يملى لها لأن الله أراد للمسلم أن يتبوأ مكان قيادة الإنسانية .
فقد كان النبي يحرص على استقلالهم في كل جزئية من حياتهم لئلا يتأثروا بغيرهم في شيء لأنه جائهم بمنهج متكامل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاأحصاها و بوأها مكانها الائق .
?فيما يتعلق بالأموال:
المال صارم ذو حدين، إنا أن يمضى في الخير فيعود بالصلاح و التعمير، وإما أن يمضى في الشر فيعود بالفساد و التدمير.
البطر بالنعمة سرعان ما تتحول إلى نقمة قال تعالى ﴿ *وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها* ... ﴾ فكم جر هذا البطر الناشئ عن الغرور بالغنى علىأهله من مصائب و محت لم تقف عند حد ؛ فقد ذكر مؤلف كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين : أن العرب قد اعتادوا حياة الترف و البذخ والاستهانة بمال الله في سبيل اللذة و لكن بجانب هذا التبذير نرى من جوع و عري وفقر فاضح؛ وما لبث هذا الإسراف إلا قليلا حتى تفجرت الثوراتفي بلاد العرب براكين أهلكت الأرض ومن عليها .
ختامًا نرى أن هذا الكتاب ما أولف إلا بعدما سرت عاداتٌ تميل إلى الأدنى و نحو الأسوأ، فتبدأُ من بين الجهلة السذج و لا تلبث إلى أن تنتشر بينالعامة و الخاصة وبل حتى تشمل طلبة العلم و إنما كل هذا يعود إلى انجذاب النفوس نحو تلك العادات لسببا او لآخر و إما يكون راجعًا إلى غفلة عنحواجز الشرع .
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel