سلطان اليزيدي، كاتب من وادي فدى بولاية ضنك، سلطنة عمان. وهذا هو أول مؤلَّف طُبِع له.
الكتاب عبارة عن مجموعة خواطر نثرية كتبها المؤلف في فترات مختلفة من حياته معظمها في فترة الحياة الجامعية وما بعدها ببضع سنوات،بلغ عددها 121 خاطرة موزعة في 167 صفحة.
ومتوسط طول معظم الخواطر صفحة واحدة أو أقل.
وقد أعطى الكاتب عنوانا معبراً لكل خاطرة.
ويلاحظ من الخواطر أنها جاءت في معظمها وكأنها حوار أو خطاب مع أنثى، فكثيرا يناديها "صوفيا"، وتارةً "رنا" أو "ليلى"، وأحياناً هيالأم، كما يناديها سيدتي، غاليتي، حبيبتي وغيرها من أسماء المناداة للمحبوبة.
ويغلب على الخواطر مشاعر الحزن، والغياب، والعشق، و الحب، والكآبة، والفقد، والموت، والخيبة، والغربة، والأحقاد، والمعاناة، والغروب، والضياع، و الاحتضار، والاعتراف بالخطأ، وغيرها من المشاعر القاتمة الدفينة والمكبوتة، ويظهر هذا جليا في نوعية المفردات و الألفاظ المستخدمة في سبك هذه الخواطر، ولا عجب فالمؤلف في غلاف الكتاب أسماها "خواطر نثرية مؤذية".
"اقتباس من خاطرة "الفراغ" [ص 4]: "ليس ثمة شيء هنا الآن سوى نفسي … الصاعدة في تقهقر، الهابطة في تنهد… وأنا الذي أفتش عن نفسي ولا أجدني""
"اقتباس من خاطرة "غياب معقد" [ص 41]: "يا سيدي عذرا إليك .. فهي عبثت بكل رياضيات قلبي .. فغدوتُ رجلا بلا منطق .. فذلك المثلث القائم الذي كان يجمعني ويجمعها .. تفجرت أضلاعه .. فأصبح حبنا منظومة متوازية .. لا تلتقي خطوطها أبد الآبدين .. الآن أشعر جيدا بانفصالي عن الواقع .. جون ناش حبيبي .. الآن ورثتك""
"اقتباس من خاطرة "زخارف سجادة" [ص 66]: "أغرق في تفكيري ساعتها … حتى أرى المصلون يركعون وأنا لم أنهِ تكبيرة الإحرام بعد .. فأدرك حجم غفلتي و ضياعي""
"اقتباس من خاطرة "حصن عتيد" [ص 144]: "فأنت البداية والنهاية في حياتي وأنا "ابن كثير" تاريخك""
الخواطر مليئة بالاستعارات اللغوية، والتشبيهات التمثيلية، و الاقتباسات والتضمينات، كما طعمها المؤلف بذكر بعض أسماء الفلاسفة، والعلماء، والأماكن، و الظواهر الفيزيائية والكونية والعلمية، وفي هذا ما يدل على سعة ثقافته في هذه المجالات، الأمر الذي يبعث القارئ علىالبحث عن هذه المعاني خاصةً إن لم يطلع عليها من قبل، كاستخدامه للمفردات والعبارات التالية في خواطره وتشبيهاته:
التحدب الكوني - انشطاراتي الذرية - صحراء خزان - فلسطين - سبأ - حمير - كسرى فارس - قابيل و هابيل - شرودنجر - تابوت هيروغليفي - أبو الهول - أصحاب الأخدود - دافنشي - كربلاء و بغداد - حواء - بلوتو - الشام - سيتوبلازما - الشفرة الوراثية - الجينات - مثلثات فيثاغورث - متتالية هندسية - ديكارت - جون ناش - العوالم الميتافيزيقية - بولتزمان - انتروبيا الحياة - ذرات كربون - تشرنوبل - بابل - أقطاب مغناطيس - معتقلاتي النازية - القدس - تمثال داود و مايكل أنجلو - باتيست زويكيند - الرايبوزي - أرسطو - كاثوليكي التوبة - انجلترا و مدينة هل - الكاتب ويل ديورنت - يافث - ابن زياد - أبي عبدالله الصغير - تائية ابن الفارض - اسطنبول - سيكولوجية لوبون - وغيرها الكثير.
ولكونها خواطر "مؤذية" كما أطلق عليها كاتبها، فقد شعرت بكمية من المشاعر المختلطة - الكئيبة والمعقدة - عند قراءتي لها.
وبالرغم من كونها الطبعة الأولى لهذا الإصدار فأراه قد نُقِّح إملائيًا بشكل جيد عموماً فيما عدا بعض الأخطاء الإملائية البسيطة هنا وهناكإلا أنها لم تؤثر على المعنى العام فيما أرى.
شخصيا لا أميل كثيرا لقراءة الخواطر والمواضيع التي يغلب عليها طابع الحزن والكآبة.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel