أبو محمد عبد الله بن محمد السليمي ابن بركة
(ق: 4هـ)
هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة السليمي البهلوي، الشهير بابن بركة، من كبار علماء القرن الرابع الهجري.
لعله ولد بنواحي صحار، ثم انتقل إليها واستقر بها، وإليها ينسب.
كان أصوليا وفقيها ومتكلما، وكان ذا معرفة كبيرة بالعربية.
كان من أشد المتحمسين إلى الفرقة الرستاقية، وإليها ينسب.
يعتبر أول من كتب في أصول الفقه من الإباضية.
حمل العلم عن الشيخ أبو مالك غسان بن محمد الصلاني، والإمام سعيد بن عبد الله (ت:328هـ).
ترك أبو محمد آثارا جليلة، ويقال أنه ضاع منها الكثير، وصلنا منها كتاب الجامع المشهور، حتى قيل: “إذا وجدت في شيء من كتب المشارقة قولهم (من الكتاب) فالمراد به الجامع لابن بركة”. والكتاب المعروف بمنثورة أبي محمد، ورسالة التعارف والتقييد، وكتاب المبتدأ في خلق السماوات والأرض.
تتلمذ عنده خلق كثير بمدرسته التي أنشأها ببهلا، وأوقف عليها أموالا.
و من تلاميذه أبو الحسن علي بن محمد البسيوي، وقد قصده الكثير من طلبة العلم من خارج عمان.
كان ممن انكر على راشد بن النضر وموسى بن موسى خروجهما على الإمام الصلت بن مالك.
بدء ابن بركة كتابه العلمي الماتع بالحديث حول قضايا متنوعة كباب الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وباب التقليد،والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، وبعض أبواب علوم القران وأصول الفقه المهمة.
ثم انتقل الشيخ إلى ذكر أبواب الفقه وفق الترتيب المشهور بين العلماء، فبدأ بمسائل التيمم والوضوء، والطهارة من النجاسة.
ًمما يلاحظ أن الشيخ يذكر مسائل وتفريعات داخلة تحت أبوابا أخرى لكنه يذكرها هنا لمناسبة يراها هو، وأن المقام يطلب ذلك التوسع. وكذلك فإنه من الواضح جليا أن الشيخ أُوتي بسطة في علوم اللغة والجدل وذلك جلي ظاهر في كل مسألة، فلا تخلو صفحة من مناقشة واستدلال وترجيح.
جامع ابن بركة موسوعة فقهية فذة، تمتاز بعدة مزايا عن غيرها من كتب الإباضية الفقهية، ففيه ذكر المسائل والخلاف، والأدلة، مع مناقشتها، وتبين الراجح عند ابن بركة بأسلوب علمي رصين، فهو بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel