الدكتور سيف بن سالم الهادي، سلطنة عمان.
الكتاب عبارة عن 57 مقالاً قصيراً كتبها الدكتور في آخر خمس سنوات (من سنة تأليف الكتاب)؛ فجَمَعها الكاتب في كتابٍ واحدٍ أحسَنَ اختيار اسمه "حِراك القلم".
تتحدث المقالات عن بعض المواضيع الواقعية التي حدثت في تلك الفترة؛ والتي تطرق إليها الكاتب تحليلاً مفصلاً أو إشارةً عابرة ، إشادةً أوتنبيهاً؛ اتفاقاً مع تلك الأحداث أو الوقائع أو تعقيباً لها ،،، بأسلوب جميل شائق !!
"إن النمرود لا يستطيع الإماتة والإحياء بالمفهوم الذي عناهُ إبراهيم عليها السلام، لكن الانتقال السريع إلى الاختبار الأصعب بتحويل شروق الشمس إلى المغرب، ليس اختصاراً لطول الطريق، وإنما كشف عن قداسة النفس الإنسانية، وسرعة الإسلام في حمايتها إذا وُضِعَت حقلاً للتجارب والإفساد، فالذين سوف يقتلهم النمرود ليسوا مسلمين، لكنهم بشرٌ لا يسمح الإسلام بقتلهم دون حق، ولا يقبل أن يكون الرهان في إهانة الإنسان. (ص6)"
"لقد كانت براقش تظنُّ أن نباحها في لحظة اختفاء أصحابها دفاع عنهم، لكنها دلَّت عليهم وسلمت أعناقهم (ص18)."
"لقد كان الأعرابي مندهشاً عندما سمع قوله تعالى "وفي السماء رزقكم وما توعدون (22) فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون (23)"؛ [الذاريات]. فقال: من هذا الذي أحوج ربنا إلى القسم؟ (ص23)."
"إن الغرباء في أي بلد أنسابٌ لبعضهم، فكيف إذا كان وطنهم واحداً، لقد شاهد امرؤ القيس في سفَرِهِ حمامةً تنوحُ فوق الشجرة، فتستأنس بها خيراً، ثم قال: أجارتنا إنا غريبان هاهنا .. وكل غريب للغريب نسيب فإن تصلينا فالقرابة بيننا .. وإن تصرمينا فالغريب غريب (ص36)"
"إن ملخص هذه الحكاية اجتماع (أم، وأخت، وزوجة) في صناعة شخصية عظيمة اسمها موسى عليه السلام؛ وتلك هي إرادة الله لا تمنح الرجال فقط فرصة صناعة الحياة، كما يتصور البعض، بل هي من صنع الشقيقين، فسبحان الذي خلق الذكر والأنثى، وسبحان الذي أعطى كل شَيْءٍ خلقه ثم هدى. (ص93)."
"لم يكن ابن بطوطة يدون في رحلاته شيئاً، فمر على مناطق كثيفة وعايش أخباراً عجيبة، وعندما عاد إلى (طنجة) بعد ثلاثين سنة؛ تزاحمت في ذهنه الأخبار والصور، فنسب إلى بعض الدول ما ليس فيها، ومنها (عُمان)، فوضع هذا مكان هذه: فهم يذَكُّون السمك، ويأكلون الطيور بلا ذكاة! (ص98)"
"يعجبني دائماً سبر أغوار القضايا، ففي عمقها من الفوائد ما ليس في سطحها (ص133)"
"وقد قيل في تطور العلوم: إنَّ الثقافة تتجدد كل عشر سنوات، فمن لم يجدد معارفه كان كمن يستقر في ظل الهرم، وهو يظن أنه ساكن فيه. (ص166)"
استمتعتُ بما فيه من فوائد وتحليلات؛ وخصوصاً باقتباساته من الكتاب والسنة؛ وبحسن استدلالاته من سير الأنبياء والصالحين والسابقين؛ كما أنصح غيري بقراءته ...
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel