أول ما رأيتُ اسم المؤلف ظننته اسماً مستعاراً لمعارض إماراتي.. فتبين لي من خلال مقدمة الناشر أنه تونسي مختص في الحقوق الأساسية والعلوم السياسية، وباحث فيالأنظمة السياسية العربية والنظام السياسي السويسري.
عنوان الكتاب كما يلاحَظ ينذر بحدوث كارثة على الإمارات نتيجة تركيبتها الداخلية الهشة وسياستها الخارجية الهوجاء -من وجهة نظر المؤلف طبعاً- وأن تأثير الكارثة لن يقتصر على الإمارات وحدها بل سيضرب المنطقة بأسرها.
وتطرق الكتاب الى مواضيع عديدة بدءاً بتمهيد حول نشأة الامارات ثم اتحادها في نظام كونفدرالي عام 1971. وما سبق ذلك ورافقه من خلافات وصراعات وتدخلات أجنبية خاصة من المستعمر البريطاني.
ثم ناقش الوضع الداخلي للامارات السبع وعلاقتها ببعضها البعض، واستئثار إمارتي أبوظبي ودبي بالثروة والسلطة الفعلية. ما أوجد حالة من السُخط وعدم الرضى لدى أبناء الامارات الخمس الأخرى. فظهرت بذلك أصوات معارضة قابلتها القيادة بالعنف والسجن والإبعاد.
كما تطرق الى تدخلات الامارات في الشأن الداخلي للعديد من الدول العربية والافريقية، ودعم الثورات والنزاعات فيها عن طريق المال والجواسيس والمشاركة في الحروب. إضافة الى محاربتها لبعض التيارات الاسلامية لمنعها من الوصول الى الحكم في بلدانها، وهوما يعرف بالاسلام السياسي.
وحوى الكتاب أيضاً العديد من القضايا والجرائم المتفشية في الامارات على حد قول المؤلف (كمافيا المخدرات، والدعارة، والإتجار بالبشر، والتجنس، والبدون، والإعلام غيرالحر، وإسكات المعارضين)، كما أشار الى الصراع الداخلي بين سلطتي أبوظبي ودبي لتولي الزعامة وقيادة دفة الاتحاد، وكذلك الصراع بين أبناء زايد لتولي ولاية العهد والمناصب العليا في إمارة أبوظبي وبالتالي رئاسة الاتحاد كعرف جرى العمل عليه.
الكتاب كشف الكثير من الخبايا في الشأن الإماراتي، ليس على المستوى الخارجي فقط، ولا القضايا الداخلية ذات الشأن العام، بل كشف بعض الأسرار من خلاف وصراع داخل الأسر الحاكمة كصراع الزوجات والأبناء في تقلد الوظائف. وقد صرّح ببعض مصادره في حين أخفى البعض الآخر لحمايتهم من الإيذاء كما يقول.
ولكن يؤخذ على المؤلف -من وجهة نظري- أنه جعل كل شيء شراً محضاً، ولم يتطرق بشيء من الإيجابية الى التطور الحاصل في الدولة من بنية تحتية وتنمية ورفاهية. علىالأقل من باب الإنصاف.
حررته في ١٤ سبتمبر ٢٠١٨م.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel