سماحة الشيخ الجليل العلامة أحمد بن حمد الخليلي - مفتي سلطنة عمان.
يعرض سماحة الشيخ الخليلي - حفظه الله - في هذا الكتاب قضية الاستبداد عبر التاريخ، ويبين مظاهره وصوره المتنوعة، والحلول الناجعة لوقفه والتصدي له ومقاومته.
صدر هذا الكتاب بعد أحداث الربيع العربي، واصفاً فيه سماحته ماهية الاستبداد ومظاهره وكيف تتم مواجهته، كما أتى بالكثير من الأمثلة التاريخية الواقعية من الحقب الماضية والأمم السابقة التي واجهت الاستبداد، وتلك التي استطاعت إقامة دولٍ أساسها العدل والمساواة.
ولعلنا نلمح من خلال الاقتباسات القليلة التالية عمق هذا الكتاب، ودسامة محتواه، وجزالة ألفاظه، وحُسن سبكه، وصراحة رسالته.
"ﻻ مستقبل في العالم إﻻ للإسلام السمح الوسط وإن طال الزمان وتمادى الطغيان"
" ومن البدهيات التي لا تسوغ المماراة فيها أن النظرة إلى الحاضر لا تستقيم إلا باستقامة النظرة إلى الماضي، ووضع كل شيء منه في نصابه السليم، وإعطائه حكمه الشرعي استهداء بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، واتباعاً لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم الذي ترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. (ص٨)"
"وأقْتَلُ داءٍ رؤيةُ العين ظالماً ،، يسيءُ ويُتلى في المحافل حمدُهُ (ص١٣)"
"وعلى كل من تولى الحكم أن ينصف الجميع، من غير أن يحابي قريباً أو حبيباً، أو يبخس بعيداً أو بغيضاً (ص١٦)."
"إن الملوكية مصباح - إن جاز هذا التعبير - قد نفد زيته واحترقت فتيلته، فهو إلى انطفاء عاجل ولو لم تهب عاصفة (ص٢٢) - من كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين."
"ولعمر الحق، إن هذا الفكر هو أعظم خطر رزئ به الإسلام، فقد كان أعملُ المعاول في دك صرحه وأحدُّ الحراب في قطع أوصاله وتمزيق أديمه."
"قال صلى الله عليه وسلم: "لا يسترعي الله عبداً رعية، قلت أو كثرت، إلا سأله الله عنها يوم القيامة، أقام فيهم أمر الله أم أضاعه، حتى يسأل عن أهل بيته خاصة". أخرجه أحمد (٢ / ١٥، رقم ٤٦٣٧)."
"وإذا كانت للحروف التي يتركب منها الكلم إيحاءات من خلال تركيبها فيما تدل عليه الكلمات من المعاني، فإن التقارب اللفظي بين كلمتي الترف والتلف يوحي بما بينهما من الترابط السببي والتآخي المعنوي، فالترف طريق للتلف وسبب يدفع إليه، وهذا لأن الانغماس في شهوات الحياة الدنيا منشأ البطر، ومن بطر نعمة الله أهلكته، "وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين" القصص 58."
كتاب رائع جاء في وقته بُعيد أحداث الربيع العربي، ليضع النقاط على الحروف، فجزى الله سماحة الشيخ خير الجزاء. كما امتاز الكتاب بقوة لغته وجمال تشبيهاته كما يظهر من العبارات المقتبسة التالية على سبيل المثال لا الحصر:
- أتبع من الظل وأخنع من النعل (ص٧)
- فانقلبت عندهم الموازين وازدوجت المعايير (ص٨)
- لأن لهم الأرض وما أقلت، والسماء وما أظلت! (ص٩)
- فروضوا لهم الجامح وذللوا لهم الصعب (ص١٣)
- لوجدتَ يوماً شاسعاً، أبعد من ما بين نجوم السماء وتخوم الثرى. (ص ٣١٨)
- ومن المعروف بداهة، أن لكل مقدمة نتيجة، ولكل علة معلولا. (ص ٣٢٠)
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel