د. عبدالكريم بكّار
هذا الكتاب - أو هذه الرسالة كما قال المؤلف في مقدمته - عبارة عن مجموعة مقالات نشرها في بعض المجلات والمواقع الالكترونية. وأن المقالات الست الأولى والتي عنونها باسم (الوضوح) نُشرت حينها تحت اسم (مكافحة العماء).
وهو في ثناياها يطرح مبادئ ومرتكزات ويسوق عليها نماذج وأمثلة توضح أن عدم الفهم والإلمام بما يحيط بنا يؤدي الى عدم وضوح في الرؤية أو إلى رشدٍ منقوص.
"من المهم أن ندرك أن الأصل في الناس هو الجهل حتى يتعلموا، كما أن الأصل في أنماط تفكيرهم هو الاعوجاج والفجاجة حتى يتدربوا على التفكير القويم، وقد صرح القرآن بهذه الحقيقة في قوله تعالى: (والله أخركم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصٰر والأفئدة لعلكم تشكرون)."
"إن الناس يكرهون الجهل بما يجري حولهم، فتجدهم يسارعون الى إصدار الأحكام وتقرير المسائل مهما كانت مرتكزاتهم المعرفية ضيئلة، وسطحية، وهم بذلك يفاقمون المشكلة. ونتيجة لهذا الجهل ولهذه المسارعة تكثر الخرافات والشائعات."
"حيث اقتضت سنة الله في خلقه تقلّب أحوال عباده. يمكننا القول إن للشيء وجودين؛ وجوداً في الواقع ووجوداً في النفوس والعقول، وحين يزول الشيء من نفوسنا واهتماماتنا فإنه يمضي الى الزوال من الواقع. فمثلاً لو عدنا الى الوراء ١٥ سنة لوجدنا أن الاقبال على الشريط الاسلامي كان لافتاً للنظر، فبعض الأشرطة بيع منها بضعة ملايين من النسخ. أما اليوم فمؤسسات إنتاج الشريط الاسلامي تعمل بالحد الأدنى من طاقتها ، وكثير منها أغلق. وبعضها تحول للأناشيد والشعر الشعبي لأن ذائقة الناس تغيرت."
الكتاب جميل ، وفيه عمق في بعض أطروحاته.
لكنني أخالفه في بعض أمثلته، فاندثار الشريط الاسلامي ليس نتيجة تغير ذائقة الناس. بل نتيجة التطور التقني السريع في وسائط حفظ المواد السمعية والبصرية، حيث ظهرت الذاكرة المحمولة (الفلاش) ثم تلاه النشر في مواقع التواصل وفي اليوتيوب. واللهأعلم بالقادم.
حررته في: ٢٧ فبراير ٢٠١٨م.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel