هو الباحث الدكتور ناصر بن علي بن سالم الندابي الخبير التربوي وأحد المشتغلين الشباب بالتاريخ العُماني، الباذلين لأجله كثيراً من الجهد والبحث والاهتمام.
التعريف بالسيرة في العرف الإباضي (ماذا يقصد بها):
هي بمثابة رسالة كتبها العلامة محَمَّد بن محبوب لأهل المغرب ردا منه على تساؤلات وردت من علماء الإِبَاضِيَّة في شمال أفريقيا (بلغت 50 سؤالاً).
وكما جرت عادة إباضية المغرب، إذا ما اختلفوا في مسائل فقهية أرسلوا إلى إخوانهم في عمان يستفتونهم فيما اختلفوا فيه.
ويتمحور مضمون الأسئلة في هذه السيرة حول الإمام (وهو الحاكم أو الخليفة) وواجباته تجاه رعيته وحقوقه، وكيفية مبايعته، وجواز خلعه واستتابته إن وقع في الخطأ، وهل يمكن أن يطلق عليه لقب أمير المسلمين، وكذلك حول أخذ الزكاة من رعيته وتوزيعها على مستحقيها، ومعاملة عماله لرعيته ممن هم على مذهبه أو المخالفين له في المذهب، وقتال البغاة، وكيفية التصرف مع العمّال الجبابرة. وغيرها من الأسئلة.
وهناك سِيَرٌ إباضية عديدة على هذا الشكل (أي بمثابة أسئلة وأجوبة).
وسِيَرٌ أخرى بمثابة (عهد أو نصائح) يوجهها الإئمة الإباضية لعمالهم من الولاة والقضاة وقادة الجند لتكون بمثابة دستور يسيرون عليه في أداء المهام الموكلة إليهم، كوصية الإمام الصلت بن مالك لقائد جيشه المتجه لتحرير جزيرة سقطرى من أيدي النصارى (ونظير ذلك في التاريخ الإسلامي وصية الخلفاء الراشدون الى قادة جندهم).
الخلاصة:
إن هذه السيرة -كما ذكر المحقق- حوت من خلال تحليل أسئلتها وأجوبتها فوائد عديدة (فقهية وعقدية واجتماعية وسياسية).
كنتُ قد قرأتُ منذ سنين عديدة كتاب السير والجوابات لأئمة وعلماء عمان، للدكتورة/ سيدة اسماعيل كاشف، وكان يضم عدداً كبيراً من هذه السير.
والآن استمتعت واستفدت من قراءة هذه السيرة بالتفصيل. حيث جاءة محققة تحقيقاًطيباً، فتضمنت في بدايتها التعريف بكاتبها الشيخ محمد بن محبوب، وبالأوضاع في زمانه، وعلاقة عمان بالمغرب العربي آنذاك. ثم تلا ذلك تحقيق المخطوطة والتعليق عليها.
فأنصح بقراءتها .
حررته في ٢٩ مايو ٢٠١٨م.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel