المفكر الأديب عباس محمود العقاد، من مواليد محافظة أسوان بمصر سنة 1889.
? نبذة عن عبقريات العقاد الإسلامية:
ألف المفكر الأديب عباس محمود العقاد (من مواليد محافظة أسوان بمصر سنة 1889) سلسلة من الكتب يتحدث فيها عن عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وعبقريات خلفائه الراشدين، وسيف الله المسلول، بالإضافة إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام؛ فجاءت بالترتيب على النحو التالي:
- عبقرية محمد (صلى الله عليه وسلم)
- عبقرية عمر (رضي الله عنه)
- عبقرية الصديق (رضي الله عنه)
- عبقرية عثمان (رضي الله عنه)
- عبقرية الإمام علي (كرم الله وجهه)
- عبقرية خالد (رضي الله عنه)
- عبقرية المسيح (عليه السلام)
? عن الكتاب:
لم يأتِ هذا الكتاب بسطاً تاريخياً أو سرداً للأحداث أو تناولاً مفصلاً لسيرة الفاروق رضي الله عنه، بل جاء في مضمونه تسليطاً للضوء على ملامح شخصية الخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال تحليل ما مر به الفاروق رضي الله عنه - أمير المؤمنين وصاحب الفتوحات - من مواقف وقضايا؛ وما اتخذه من قرارات، وما بت فيه من قضاء، وما عرف عنه من معاملات مع ولاته ورعيته، ومع خصومه وأعدائه، وما كتب عنه المستشرقين والنقاد بعد وفاته، وما اتسمت به شخصيته من مزايا نفسية وبدنية وأخلاقية وقيادية وعسكرية وأدبية وغيرها مما لا يتسع حصره في هذا الملخص الموجز.
ويرى العقاد في كتابه أن مفتاح شخصية عُمر رضي الله عنه هو "شخصية الجندي" ؛ فعمر هو الجندي الذي تتجلى فيه بوضوح صفاتالشجاعة، والحزم، والصراحة، والخشونة، والغيرة، والطاعة، والنجدة، والنخوة، والنظام، وحب الإنجاز في حدود التبعات والمسؤوليات، وتقديرالواجب، والإيمان بالحق.
ومن جملة القضايا التي طرحها العقاد في هذه العبقرية وحللها ودافع فيها عن الافتراءات التي قيلت حولها قصة عزل عُمر لخالد بن الوليدرضي الله عنهما، وفند القول في حادثة حرق كثير من كتب مكتبة الإسكندرية بعد فتح المسلمين لمصر، وكيفية تعامل عُمر مع ولاته الذينعينهم في الأمصار، وغيرها الكثير.
? وقد ذكر العقاد في بداية كتابه أنه لا سبيل للمآخذ أو النقد عند دراسة سيرة الفاروق والسبر في أسرار شخصيته ومواطن عبقريته؛فقال: "وأي سبيل للناقد إلى رجل كان يحاسب نفسه هذا الحساب ؟!"
? وقد أحسن العقاد في وصفه دين عُمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:
"دين الرجل القوي الشجاع الذي ينتصر بدينه في ميدان الحياة، وليس بدين الواهن المهزوم الذي تركته الدنيا فأوهم نفسه أنه هو تاركهاليقبل على الآخرة".
? كما قال العقاد:
ولهذا كانت دراسة عمر غنيمة لكل علم يتصل بالحياة الإنسانية كعلم الأخلاق، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة.
وقال: يندر أن يظفر الباحثون في طبائع الإنسان بمغنم نفسي هو أوفر ثمرة وأغنى محصولاً من دراسة عمر بن الخطاب.
? ويضيف العقاد في وصف عُمر رضي الله عنه: "نحن على هذا أمام رجل لا كالرجال، رجل عبقري أو رجل ممتاز من خاصة الخليقةالذين لا يعدون في الزمن الواحد بأكثر من الآحاد".
? وقال أيضاً فيي الفاروق رضي الله عنه (بتصرف): "إذا وصفته للأقدمين الذين يقيسون العبقرية بالفراسة والخبرة عرفوا من صفته أنالذي يوصف لهم رجل نسيج وحده (أي لا مثيل له)، وإذا وصفته للمحدثين الذين يقيسون العبقرية بالعلم، أو مشاهدات العلماء، علموا أنهمأمام رجل موهوب".
? وقد جاء في خاتمة الكتاب قول العقاد:
صحبنا عمر فى حالاتٍ كثيرةٍ تختلف فيها صور الرجال،
صحبناه فى جاهليته وإسلامه،
وفى سرّه وعلانيته،
وفى بيته وحكومته،
وفى دينه وثقافته،
وفى اتصاله بالله واتصاله بالناس،
فإذا الصورة المجملة من جميع هذه الصور المختلفة صورة رجلٍ عظيمٍ من معدن العبقرية والإمتياز بين الناس على اختلاف العصور.
? طول الكتاب الصوتي: قرابة تسع ساعات.
?من أجمل أقوال عمر رضي الله عنه التي وردت في الكتاب ما يلي:
? "إن الله تبارك وتعالى لا ينصر قوماً إلا بصدق نياتهم".
? "تفقهوا قبل أن تسودوا" (أي الفقه قبل السيادة)
? "أحذركم عاقبة الفراغ فإنه أجمع لأبواب المكروه من السُّكْر"
? "من كتم سره كان الخيار بيده".
? "ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين".
? كان كلما رأى شاباً منكساً رأسه، صاح فيه: "ارفع رأسك فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب، فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما فيقلبه فإنما أظهر للناس نفاقاً إلى نفاق".
? "وأنه لا يصلح - أي الحكم- إلا بشدة لا جبرية فيها، ولين لا وهن فيه".
? "ما وجد أحد في نفسه كبراً إلا من مهانة يجدها في نفسه" (وهو ما يعرف الْيَوْم بمركب النقص).
? "أحب أن يكون الرجل في أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلاً".
? كان عمر يحصي أموال ولاته ومن تعذر بالتجارة على كثرة ماله لم يقبل عذره وكان يقول: "إنما بعثناكم ولاةً ولم نبعثكم تجاراً".
? "من لم ينفعه ظنه لم تنفعه عينه".
"وصفت أم أبان بنت عتبة بن ربيعة الفاروق عُمر بن الخطاب قائلةً إنه رجل "أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه، كأنه ينظر إلى ربه بعينه"."
"قال الفاروق رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تسودوا" (أي الفقه قبل السيادة)"
عبقرية عمر رضي الله عنه هو كتاب يتحدث عن رجل عبقري عظيم، هو أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودراسة سيرة الفاروق رضي الله عنه والتعرف عليها عن قرب من خلال التحليلات الفكرية والنفسية والشخصية التي أوردها العقاد عنهأشعرني بمدى تقصيري، ومدى عظمة ابن الخطاب رضي الله عنه، كما زادني ذلك كله رغبةً في التأسي بتلك الشخصية الفريدة.
وكباقي العبقريات، يُظهر لنا هذا الكتاب جلياً أسلوب العقاد الكتابي خير إظهار، بما يجليه من عمق المعنى وقوة التركيب وبلاغة السبك، كمايتضح لنا الاجتهاد الذي بذله العقاد في تحليل المواقف والرد على الشبهات التي أثارها المستشرقون أو المتربصون بالإسلام حول بعض قرارات عُمر ومواقفه.
وربما يؤخذ على العقاد في هذه العبقرية عدم إيراده للمصادر وأسانيد القصص والروايات والأقوال التي يوردها في غالب المواضع، كما لاتخلُ بعض الفقرات من تطويل كان بالإمكان إيجازه.
وعموماً أنصح وبشدة بقراءة هذه العبقرية، والإكثار من قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العطرة، وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم أجمعين.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel