المفكر الأديب عباس محمود العقاد، من مواليد محافظة أسوان بمصر سنة 1889
نبذة عن عبقريات العقاد الإسلامية:
ألف المفكر الأديب عباس محمود العقاد (من مواليد محافظة أسوان بمصر سنة 1889) سلسلة من الكتب يتحدث فيها عن عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وعبقريات خلفائه الراشدين، وسيف الله المسلول، بالإضافة إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام؛ فجاءت بالترتيبعلى النحو التالي:
- عبقرية محمد (صلى الله عليه وسلم)
- عبقرية عمر (رضي الله عنه)
- عبقرية الصديق (رضي الله عنه)
- عبقرية عثمان (رضي الله عنه)
- عبقرية الإمام علي (كرم الله وجهه)
- عبقرية خالد (رضي الله عنه)
- عبقرية المسيح (عليه السلام)
عن الكتاب:
قال مؤلفه عنه: "هذا الكتاب مقصور على غرض واحد، وهو جلاء العبقرية المسيحية فى صورة عصرية نفهمها الآن ، كما نفهم العبقرية على أقدارها وأسراره".
كما يقول العقاد في كتابه: إن دعوات النبوة للرسل المبعوثة من الله للبشر هي "ظواهر إلهية" كبرى تغير الإنسانية، ومن أعظم هذه الظواهرهي نبوة السيد المسيح، فكان الميلاد ذاته معجزة حقيقية، ثم أجرى الله معجزات أخرى على يد المسيح في مجتمعات كانت غارقة في المادية البحتة.
تحدث العقاد في الفصول الأولى بنوع من التفصيل عن الحياة الفكرية والعقائدية والاجتماعية والاقتصادية لدى اليهود والدولة الرومانية في العصر الذي ظهر فيه المسيح عليه السلام، وخصوصا في أرض الجليل وبيت المقدس والمناطق المحيطـة بها، وكلها ظروف ملائمة ومستوجبة لظهور المسيح عليه السلام.
هذا وقد تطرق العقاد لذكر بعض من معجزات عيسى عليه السلام ولكنه لم يطل الحديث عنها لأنه يرى بأن الإيمان الحقيقي لا يحتاج إلىمعجزات ولا إلى برهان مادي، ولذا نجده يلمح إلى أن معجزات المسيح عليه السلام لم تكن هي السبب الرئيس لاتباع بعض بني إسرائيل دعوته عليه السلام بقدر ما كان بسبب رحمته وعطفه عليهم، وحكمته الحكيمة، وسعة صدره معهم، وغزارة علمه وقوة حجته في حديثه مع كهنة الهيكل، ورجال الدولة الرومانية، وعامة الناس على السواء.
كما بين العقاد مدى اهتمام المسيح عليه السلام بالروح وبجوهر الإنسان، على خلاف ما وصلت إليه غالب الجماعات اليهودية قبل وصوله من الانشغال التام بالشكليات والمظاهر والشرائع والشعائر على حساب الإيمان الداخلي الراسخ.
أتى الكتاب مبوباً في الفصول التالية:
- كشوف وادي القمران
- المسيح في التاريخ
- تاريخ الميلاد
- الدعوة
- أدوات الدعوة
- الأناجيل (وفي ختام هذا الفصل باب: "لو عاد المسيح")
عن الكتاب الصوتي:
طول الكتاب: 7 س 35 د
بصوت: عمر رشيد
تم تحميل الكتاب المسموع من تطبيق"كتاب صوتي"
"إنما تقاس الأديان بما تودعه النفوس من القيم والحوافز، وبما تزيد من نصيب الإنسان في حرية الضمير أو في حرية التمييز بين الحسن والقبيح."
"وإذا صار أمر الفضائل إلى الظواهر والأشكال تساوى فيها الصدق والرياء."
"الحب لا يحاسب بالحروف والشروط، والحب لا يعامل الناس بالصكوك والشهود، ولكنه يفعل ما يطلب منه ويزيد عليه وهو مستريح إلى العطاء غير متطلع الى الجزاء."
"الدين بما تعمل لا بما تعلم."
"إذا انتشرت دعوة من الدعوات الكبيرة في العالم ثبت من انتشارها شيئان على الأقل وهما أن العالم كان عند انتشارها محتاجا إليها ومستعدا لسماعها"
"سُمي المسيح عليه السلام بالمعلم، أما عن سبب مناداته بهذا اللقب سواء من قبل تلاميذه أو خصومه، أو من ليسوا تلاميذ له ولا خصوم، هو ما لمسوه في كلامه من علم واسع بالكتب والأسفار، وبديهة حاضرة في الإستشهاد بها وتوضيح مراميها."
"وأقرب شيء أن يكون، لو عاد المسيح الْيَوْم إلى الأرض، أن ينكر الكثير مما يُعمل اليوم باسمه... أقرب شيء أن يكون أن ينعى على الناس ما نعاه فى وقته، وأن يجد إنسان اليوم كإنسان الأمس فى شروره وعداوته، وفى نفاقه وشقاقه، وفي إعراضه عن اللباب وإقباله على القشور."
عبقرية المسيح عليه السلام هو الكتاب السابع والأخير من سلسلة عبقريات العقاد، والتي خصصها الكاتب عن تاريخ عيسى عليه السلاموالفترة التي سبقت ظهوره، وفيها يظهر جلياً حجم البحث الكبير - بين بساتين الكتب الدينية والمراجع التاريخية - الذي أعده المؤلف قبل وأثناء تأليف عبقريته هذه، مما جعلها عبقريةً دسمةً بحق بما احتوته من تحليلات وتفنيدات للآراء العقدية والتاريخية والإنسانية لتلك الحقبة الهامةمن الزمن.
أما عن أسلوب الكاتب، فهو بلا ريب كاتب متمكن وباحث متمرس، يستخدم لغة عميقة وسباكة لفظية قوية، وإن كان أسلوبه لا يخلُ قليلاً من إطالة في بعض فقراته، ومن بعض التعقيد في إيصال بعض أفكاره، إذ يعمد أحياناً إلى كثرة الفلسفة في أطروحاته.
وقد يؤخذ على المؤلف عدم التركيز على حادثة ميلاد المسيح ولا على نهاية حياته، بالرغم من أهميتهما لكل باحث وقارئ، ولربما يرجع ذلك إلىكثرة الأقوال المتضاربة حول هاتين الحادثتين في الديانة النصرانية نفسها فضلاً عن بقية الديانات السماوية أو بين كبار المؤرخين الشرقيين أو الغربيين على السواء قديماً وحديثاً.
ومأخذ آخر هو كثرة اقتباس الآيات والعبارات من الأناجيل النصرانية أو كتب أسفارهم ورسائل رسلهم، دون أن يعقب على عدد منها بما نعتقده نحن المسلمين، ولربما أراد بذلك أن يحقق بغيته في الالتزام بالحيادية المطلقة في البحث دون تحيز لرأي دون آخر.
وعموماً أنصح بقراءة هذه العبقرية، والإكثار من القراءة عن الديانات السماوية وما يعتقد به أتباعها الْيَوْم، وما آلت إليه بعد مرور آلاف السنوات من ظهور رسلها عليهم أفضل السلام وأتم التسليم.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel