الحدائق الخلفية [شرحٌ ميسر لطبيعة العلاقات بين دول العالم]

أحمد فهمي، مؤلف مصري الجنسية، من كتبه:

• صراع المصالح في بلاد الرافدين.
• مستقبل السلفيين في مصر.
• مصر.. دراسة تحليلية لعملية التحول السياسي.
• لماذا يكرهون حماس ؟
• الحدائق الخلفية.
• هندسة الجمهور.

توضيح المصطلح:

أوضح المؤلف أن مصطلح "الحديقة الخلفية" له دلالة خاصة في الثقافة الغربية، فلديهم ولع شديد بأن تكون للمنزل حديقتان أمامية وخلفية. فتُستخدم الحديقة الخلفية فيما لا يمكن فعله بالحديقة الأمامية، مثل: تجفيف الملابس، وزراعة بعض الخضروات، والاسترخاء، وحفلات الشواء، وتخزين الأثاث القديم.. إلخ.

ثم بدأ استخدام هذا المصطلح سياسياً في أمريكا، حيث استخدمه بعض المسؤولين في وصف موقع دول أمريكا اللاتينية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لكنه تعدى تلك الدول ليشمل دولاً كثيرة في مختلف أنحاء العالم الفقير أو "العالم الثالث"، وإن كان المعنى نفسه مطبقاً منذ قرون مع بدايات الاستعمار الأوربي لقارتي آسيا وأفريقيا.

في ثنايا الكتاب:

عرّف المؤلف في البدء بعض المفاهيم المتعلقة بالاستعمار والتبعية والنظام الرأسمالي والاشتراكي، ثم بيّن طبيعة النظام العالمي الجديد الذي تُقَسّم الدول فيه إلى دول مركز تتحكم في القرار ودول أطراف تابعة لها تدور في فلكها، وهي التي تعتبر بمثابة حدائق خلفية لدول المركز.

فشرح الآلية التي يتم على أساسها تقسيم دول العالم ، والأساليب التي تنتهجها كل (دولة مركز) للسيطرة على (دول الأطراف)، والمؤشراتالتي يمكن أن تحدد بها إلى أي قسم تنتمي أي دولة، وقياس حجم النفوذ و التبعية لأي منها. فليست كل دول المركز ولا دول الأطراف في مستوى واحد.

كما تحدث الكتاب في أحد فصوله عن العراق (كنموذج حديث للحدائق الخلفية) وكيف حولته أمريكا إلى حديقة خلفية تابعة لها بعد الغزو، إلى جانب كونه أصبح حديقة خلفية لإيران، كما يقول المؤلف.

وأن الاستراتيجية التي اتبعتها الولايات المتحدة لتحقيق ذلك تمت عبر ثلاث خطوات:

الخطوة الأولى (تمهيد الأرض):

بتدمير الإنسان العراقي، وحل الجيش، وتدمير مؤسسات الدولة والبنى التحتية، وترسيخ الحكم الذاتي الكردي، ووضع ركائز الاقتصادالمفتوح، والسماح لإيران بالتغلغل داخل الدولة لخلخلة التوازن الطائفي.

الخطوة الثانية (زرع المسوغات):

بترسيخ الفصل الطائفي والعِرقي، وإثارة الحرب الأهلية، وتشكيل حكومة ضعيفة موالية، ونشر الفوضى.

الخطوة الثالثة (مسوغات البقاء):

أي البقاء في العراق لأمد بعيد واستغلال ثرواته والتأكد من عدم نهوضه من جديد، عبر حجج مختلفة، كترسيخ الديمقراطية، وإعادة الإعمار،ومنع الحرب الأهلية، ومواجهة النفوذ الإيراني، واحتواء الإرهاب.

▪️ لخصه: يعقوب بن نبهان الخروصي (بتاريخ 2 جمادى الأولى 1441هـ - 28  ديسمــــبر  2019م).

الكتاب رائع في طرحه وفي محتواه، مليء بالأمثلة والنماذج الدولية، خصوصاً في تعامل الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل مع القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، ومصر، وسوريا، والعراق.

فاستفدت منه كثيرا، وأنصح به.