فيلسوف ومفكر مغربي (ولد 1944م) ويلقب بـ"فيلسوف الأخلاق" أو "فقيه الفلسفة". ألف كتبا عديدة في المنطق والفلسفة وتجديد العقل ونقد الحداثة.
انتقد نقل الحداثة الغربية للعالم العربي والإسلامي دون ابتكار وتمييز، ودون تفريق بين واقع الأشياء وروحها، ورَفَعَ شعار "الأخلاق هيالحل" أو ما سماه في بعض كتبه "روح الدين" و"العمل التزكوي". معارضا بذلك الفكر الغربي الحديث الذي يستبعد الأخلاق في شقها العملي.
تناول الكتاب ثلاثة ثغور تستوجب على الأمتين الإسلامية والعربية المرابطة عليها والدفاع عنها وإصلاح خللها؛ ألا وهي:
"مرابطة المقدسي، ثغر الصراع العربي الإسرائيلي".
"ومرابطة الفقيه والسياسي، ثغر الصراع الإسلامي" وبالأخص الصراع على النفوذ بين النظامين السعودي والإيراني، وانعكاساته الكارثية.
"ومرابطة المثقف العربي، ثغر الصراع العربي العربي".
وبيّن المؤلِف وجهته منذ البداية فقال: «إن خوضي الفلسفي فيها ليس كخوض غيري ممن يردّون الفلسفة إلى التاريخ، أو إلى السياسة، فلا أعرف أحدا من الكتاب العرب المعاصرين تناول هذه التحديات المهلكات تناولا فلسفيا، إنْ بعضا أو كُلا، فقد تركوا سلوك طريق التأمل الفلسفي البعيد والبديع، وانعطفوا على الدراسات غير الفلسفية، سياسية كانت أو تاريخية أو اجتماعية أو إناسية أو أقوامية، وأخذوايمتحُّون منها ما استطاعوا أن يمتحوه من الفرضيات والمناهج والنتائج، ويُسقطونها على هذه التحديات المهلكات، ويصوغونها في أساليب ركيكة ومستغلقة تدل على قصورهم في استيعاب ما امتحُّوه، فضلا عن تناوله بالنقد الذي يمحّص مناسبته للموضوعات التي أُسقط عليها».
ثم بيّن أن تفلسفه يتأسس على ما نحت له أصلاً في مؤلفاته السابقة، وأن طرحه لهذه القضايا الثلاث لم يأت لمجرد الطرح، وإنما لتشخيص العلّة وتقديم العلاج، مستنداً على حقيقة أن "الإنسان فُطر على الدين".
ولذلك قدّم "نظريته الائتمانية" التي عرّفها قائلا؛ «النظرية الائتمانية عبارة عن نظرية أخلاقية تتأسس على حقائق الإنسان التي اشتركت فيها الأديان وتتوارثها الحضارات، سواء أقرت هذه الحضارات بأصولها الدينية أو أنكرت هذه الأصول».
وإن كنتُ لستُ مؤهلا لنقد الكتابات الفلسفية، خاصة مع قامة كبيرة كالدكتور طه عبدالرحمن، إلا أنها محاولة الطالب المتعلم:
# أجاد المؤلف بسط موقفه الفلسفي والأخلاقي بشأن الصراعات التي تحدث في المنطقة مختزلا تاريخها العميق في محطات مفصليّة.
# استخدم المؤلف مصطلحات فلسفية كثيرة في توصيف ما هو كائن وما ينبغي أن يكون من حالات ووقائع ومواقف ( كالانحياز، والاحتياز، والتطابق الإئتماني، والمُحكِّمة، والمُتَظلِّمة، وغيرها من المصطلحات التي تُفهم في سياقها). وهذا لا ضير فيه.
# بالنسبة لمرابطة المقدسي، وثغر الصراع العربي الإسرائيلي. أجاد أيضًا في توصيف الصراع وما ينبغي أن تكون عليه المرابطة للذود عنالمقدسات.
# وبالنسبة للصراع الإسلامي/ الإسلامي، تجنب المؤلف المصطلح المتداول عادة (الصراع السني/ الشيعي) واستعاض عنه بالصراع علىالنفوذ بين النظامين السعودي/ الإيراني. لكنه لم يستطع تفادي ذلك مطلقاً لأنه اضطر إلى إرجاع سبب الخلاف إلى الفتنة الكبرى التي حدثت بين علي ومعاوية. فالتقى بذلك مع الكتّاب التاريخيين والسياسيين.
# وفي تأصيله لسبب الصراع الإسلامي، أطلق كلمة (المحكِّمة) على أنصار معاوية، وكلمة (المتظلِّمة) على أنصار عليّ ممن بقوا معه حتى النهاية. ومصطلح "المحكِّمة" يُحدِثُ لبسًا مع المصطلح المتداول في الفقه السياسي الإباضي، الذي يطلقونه على رافضي التحكيم من معسكر عليّ وهم القرّاء من حفظة القرآن وغيرهم، والذين انقسموا فيما بعد إلى فرق متعددة ومنهم الإباضية.
# كمعظم الدراسات الفلسفية، يُنزل الفيلسوف الأحداث التاريخية والصراعات منذ القدم وحتى الوقت الحاضر على شروط الفكر التييضعها بنفسه. ثم يصوغها في مصطلحات فلسفية ونتائج تتسق ورؤيته. وهو ما فعله الدكتور طه عبدالرحمن.
# كتاب شائق، وأسلوب فلسفي عميق، استفدت منه كثيرا.
▪️ لخّصه: يعقوب بن نبهان الخروصي (بتاريخ 23 جمادى الأولى 1442هـ - 7 ينايــــــــــر 2021م).
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel