كتبها: شيخ الإسلام ابن تيمية النُّميريُّ الحرَّانيُّ. واسمه: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني، وُلد في مدينة حران (في تركيا حالياً) سنة 661 هـ ثم انتقل مع أسرته إلى دمشق بسبب غزو المغول، وكان يتبع فقه المذهب الحنبلي، وتوفى سنة 728 هـ.
علق عليها: علي بن حسن بن علي بن عبدالحميد الحلبي الأثري.
"كشف النقاب عن معالم سورة الأحزاب - ومقارنتها بكائنة المسلمين مع التتار في القرن الثامن" هو كتيب صغير الحجم (مكون من 81 صفحة من الحجم الصغير)، يضم رسالة موجودة ضمن "العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية" (ص: ١٢٠-١٧٥) للحافظ ابن عبدالهادي، وضمن "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (٢٨ / / ٤٢٤ - ٤٦٧).
وفي هذا الكتيب مقارنة واقعية بين أحوال المسلمين في الكائنة العظيمة "شَقحب" (وهي اسم منطقة جنوب دمشق، وتعرف أيضا بمعركة مرج الصفر) بين التتار والمسلمين في القرن الثامن الهجري (سنة 702 هـ / 1303م)، مع أحوال المسلمين في العصر النبوي عبر غزوة الأحزاب (المعروفة أيضا بغزوة الخندق في السنة الخامسة للهجري)، ومن خلال تفسير سورة الأحزاب التي قصَّت خبر المنافقين وفضحتهم.
استمر التتار في اجتياح بلاد المسلمين بعد أن دمروا بغداد (656 هـ)، وبدأو في حملة ضخمة بداية القرن الثامن الهجري لاحتلال الشام ومصر، فجهز السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون جيشًا كبيرًا للدفاع، وكان من أبرز قادة الجيش شيخ الإسلام ابن تيمية الذي لعب دورًا كبيرًا في تحفيز الناس وجند المسلمين.
وتحدث الكتاب عن أهم معالم سورة الأحزاب، مما حل بالمسلمين من ابتلاء وتمحيص، ومقارنتها ومقاربتها بالابتلاء الذي وقع على دولة الإسلام في القرن الثامن الهجري في معركتهم المصيرية مع الغزاة التتار الطاغين.
"فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله وأيامه في عباده، ودأب الأمم وعاداتهم، لاسيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبَّق الخافقين خبرُها، واستطارَ في جميع دبر الإسلام شررُها، وأطلعَ فيها النفاقُ ناصيةَ رأسهِ، وكشر فيها الكُفْر عن أنيابه وأضراسه، وكتب فيها عمودُ الكتابِ أن يُجتثَّ ويُخرم، وجبل الإسلام أن ينقطعَ و يُصطَلَم، وعُقْرُ دار المؤمنين أن يحلَّ بها البوار، وأن يزولَ هذا الدِّين باستيلاء الفجرَة التتار ..."
"- وذلك أن الله تعالى منذُ بعث محمدا ﷺ وأعزه بالهجرة والنُّصرة صارَ الناسُ ثلاثةَ أقسام: أ) قسما مؤمنين، وهم الذين آمنوا به ظاهرا وباطنا. ب) وقسما كفاراً، وهم الذين أظهروا الكفر به. ج) وقسما منافقين، وهم الذين آمنوا ظاهرا، لا باطنا. ولهذا افتتح سورة البقرة بأربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة الكافرين، وثلاث عشرة آية في وصف المنافقين. "
"- قال رسول الله ﷺ: "شرُّ ما في المرءِ شحٌّ هالعٌ، و جُبْنٌ خالعٌ". وقال النبي ﷺ: "وأيُّ داءٍ أدوأُ من البُخل؟"."
ما أشبه الليلة بالبارحة! فالظروف التي تمر بالمسلمين اليوم في حرب غـ..ـ.ــزة (سنة 1446 هـ - الموافق 2024/2025 م ) تشبه الظروف التي مرت برسول الله ﷺ وصحابته الكرام في غزوة الخندق (5 هـ)، وعليه فقد وجدتُ محتوى الكتاب والمقاربات التي عقدها المؤلف والمقارنات التي تحدث عنها تصلح لزماننا هدا بالرغم من كون الواقعة التي تحدث عنها الكتاب (مع التتار سنة 702 هـ) وقعت قبل أكثر من 740 سنة من اليوم،
ومن الحري بنا العودة إلى سورة الأحزاب لاقتباس الدروس المستفادة منها، وتطبيق ما ورد فيها من أحكام وأوامر، واجتناب ما جاء فيها زواجر ونواهي.
وملاحظتي البسيطة على هذه الطبعة الأولى هي الجودة المنخفضة في طباعة صفحات الكتاب، فكثير من الكلمات قد امتحت تماما مما يصعب على القارئة حتى تخمينها.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel