رحلة عقل [هكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان]

د. عمرو عبدالمنعم شريف، أستاذ الجراحة العامة، من مواليد بورسعيد في جمهورية مصر العربية سنة 1950م، وهو محاضر في موضوعات التفكير العلمي، ونشأة الحضارات والعلاقة بين العلم والفلسفة. من مؤلفاته ما يلي:

• كتاب "أبي آدم: من الطين إلى الإنسان".
• كتاب "رحلة عبدالوهاب المسيري الفكرية"
• كتاب "المخ ذكر أم أنثى؟!"
• كتاب "كيف بدأ الخلق"
• كتاب "رحلة عقل"

يتحدث الكتاب في الجزء الأول عن قصة أستاذ الفلسفة البريطاني (أنتوني فلو) الذي تراجع في نهاية حياته عن الإلحاد إلى الإيمان، بسبب الاكتشافات العلمية الحديثة، بعد تزعمه للفكر الإلحادي طوال النصف الثاني من القرن العشرين. رحلة عقل هي الرحلة الفكرية لهذاالفيلسوف البريطاني والتي توقفت عند الإقرار بالألوهية دون اعتناق دين من الأديان.

في الجزء الثاني من الكتاب استكمالٌ للرحلة من خلال النظر في علاقة المفاهيم الروحية والدينية بالبيولوجيا، كالعلاقة بين المخ والإيمان، وبيولوجيا العقل؛ مع التطرق لأنواع الذكاءات (ولاسيما الذكاء الروحي)، والعقل المنطقي؛ والعقل الانفعالي العاطفي. بالإضافة إلى عرض المنظور الإسلامي لهذا كله.

تقسيم الكتاب:

▪️الجزء الأول: هناك إله.

وهذا الجزء يتكون من مقدمة وبابين وخاتمة:

الباب الأول: كيف أصبحتُ فيلسوفاً مُلحداً [مكون من ثلاثة فصول]

الباب الثاني: اكتشاف الإله [مكون من ستة فصول]

▪️الجزء الثاني: ونستكمل الرحلة ..

وهذا الجزء جاء في عشرة فصول، علاوةً على الفصول الختامية وهي (حصاد الرحلة، هل وصلنا إلى نهاية رحلة عقل، نبذة عن الكاتب).

أترككم بعض القصاصات المتفرقة التي اقتبستها لكم من هذا الكتاب القيم؛ والتي تؤتي انطباعا عن محتوى الكتب.

• المبدأ القانوني “البينة على من ادعى، وليس على من ينكر”
• تقول القاعدة الفلسفية: "إن البرهان الفلسفي يعتبر متكاملاً إذا اجتمع فيه الدليل على صدق الرأي، مع الدليل على خطأ الرأيالمقابل".
• إن للصدفة قانوناً، لقد حدد المختصون ما يُعرف بـ "قانون الاحتمال الملزم Universal Probability Bound” الذي يستحيل بعدهتفسير حدوث أمر ما بالصدفة وحدها، ويبلغ هذا الاحتمال 1 : 1^150
• القاعدة السقراطية المنهجية تقول: "أن تتبع البرهان إلى حيث يقود" - To follow the Argument wherever it leads
• كتاب 'تاريخ موجز للزمن' ( A brief history of time) لعالم الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية البريطاني 'ستيفن هوكنج' (ولدعام 1942) هو أكثر الكتب العلمية مبيعاً في التاريخ (فقد بيع منه نسخة لكل ٥٠٠ إنسان على سطح الأرض).
• لقد فات زمرة الملحدين أن العدم يعني لا طاقة، لا مجالات فيزيائية، لا قوانين، لا فراغ ينشأ فيه الكون، لا بُعداً ماديا أو عقلياً من أي نوع. إن العدم عدمٌ مطلق Absolute Nothingness ، لا يمكن أن يُنشِئ شيئاً، حتى لو أُعطي وقتاً لا نهائياً، في الحقيقة العدم ليس فيه وقت (ص١١٥).
• الأزل: ما قبل بداية الزمن. الأبد: ما بعد نهاية الزمن. السرمدية: هي الأزلية والأبدية معاً.
• لنبين معنى الرفض عن علم؛ نضرب مثالاً، فنقول: إذا توصلنا بعد دراسة شاملة لبنية الجسم البشري ووظائفه، إلى أن الإنسان لايستطيع الطيران، إلا إذا استخدم آلة تعينه على ذلك، هل يمكن أن يأتي معترض ليقول لنا: لا، ربما يكتشف العلم بعد فترة إمكانية أن يطير الإنسان دون الاستعادة بآلة. هل رفضنا لهذا القول راجع إلى نقص المعرفة العلمية (الجهل) أم أنه رفض عن علم؟
• ظاهرة الخاصية الشعرية للماء Capillarity تسمح للماء بالصعود في سيقان الأشجار من الجذور إلى الأوراق عكس قوة الجاذبية الأرضية، وقد قدر البيولوجيون كمية الماء التي تصعد في شجرة ارتفاعها ثلاثون متراً بحوالي 400 لتراً في الساعة، تستطيع أن تتصور مقدار الطاقة المطلوبة، وكذلك الضوضاء التي تسببها مضخات تُستخدم لهذا الغرض في غابة من هذه الأشجار.
• في الحالات العادية؛ ينقبض القلب أكثر من مائة ألف مرة في اليوم الواحد، وعندما يصبح عُمُر الإنسان سبعين سنة، يكون قلبه قد ضخ مليون برميل من الدم، وذلك في شبكة من الأوعية الدموية يبلغ طولها مائة ألف كيلومتر. (ص192).
• عندما تتأمل الوجود من حولك، انظر إليه كأنك تراه لأول مرة، إن الاعتياد على الأشياء التي من حولنا يمثل حجاباً بيننا وبين حقيقتها، يسمونه "حجاب الاعتياد".

كتاب فكري فلسفي ماتع من الطراز الرفيع أدبيًا وعلمياً ومنطقياً، تعلمتُ منه من العلوم والمعارف ما لا يحصى كثرة، أنصح بقراءته بتمعن.

وأعجبني فيه إدراج المراجع والمصادر في الهوامش مما يسهل على القارئ العودة إليها عند الحاجة، وفِي ذلك أيضاً من المنهجية والمصداقية العلمية ما لا يخفى.