د. مصطفى كمال محمود حسين. طبيب وكاتب وفيلسوف مصري (1921 - 2009).
قال المؤلف في بداية كتابه متحدثاً عن نفسه وعن سبب كتابة هذا الكتاب:
"لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة.
كانت هذه الحالة النفسية وراء المشهد الجدلي الذي يتكرر كل يوم.. وغابت عني أيضاً أصول المنطق وأنا أعالج المنطق ولم أدرك أني أتناقضمع نفسي إذ اعترف بالخالق ثم أقول ومن خلق الخالق فأجعل منه مخلوقاً في الوقت الذي أسميه فيه خالقاً وهي السفسطة بعينها."
ثم أردف ذلك قائلاً:
"واحتاج الأمر إلى ثلاثين سنة مع الغرق في الكتب وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس وإعادة النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر.. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطريق الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب اليوم من كلمات على درب اليقين. لم يكن الأمر سهلاً.. لأني لم أشأ أن آخذ الأمر مأخذاً سهلاً."
فصول الكتاب:
- الله
- الجسد
- الروح
- العدل الأزلي
- لماذا العذاب؟
- ماذا قالت لي الخلوة؟
- التوازن العظيم
- المسيخ الدجال
مدة الكتاب الصوتي: ساعتين ونصف
"و الطواف حول الكعبة رمز آخر لدوران الأعمال حول القطب الواحد .. واستهداف الحركات والأفكار لهدف واحد هو الخالق الذي خلق الإنسان حيث لا موجود بحق إلا هو، وحيث كل شيء منه و إليه .. و الطواف هو التعبير الجسماني و النفساني و الروحاني لهذا التوحيد. "
"ويدور الإسلام حول هذه الفكرة المحورية .. فكرة التوحيد .. و يؤكد القرآن هذا المعنى في كل حرف وكل كلمة وكل آية ويكرره بمختلف الصور و القصص و الأمثلة و الحكم و العبر. والإسلام يقدم للعصر المادي باب النجاة الوحيد و الحل الوحيد و المخرج الوحيد .. فهو يقدم إليه كل تراثه الروحي دون أن يكلفه أن ينزل عن شيء من مكتسباته العلمية أو تفوقه المادي .."
كتاب جميل ويتطرق لعدة أفكار فكرية وفلسفية حول الخالق والحياة والروح والنفس وغيرها من المواضيع التي قد تلتبس على غير المؤمنين، وهو في بعض أجزاءه كالخواطر التي جالت في نفس القارئ وهو ينتقل من ظلمة الشك إلى نور الإيمان، ولا تخل بعض أفكاره المطروحة وأمثلته التي أوردها مِن عمق في المعنى وحساسية في الطرح مما يجعل القارئ يخرج من منطقة الراحة والاعتيادية إلى منطقة أخرى تتطلب القراءة بتمعن والاستماع بحذر لما هو مكتوب.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel