علي بن يحيى بن جابر الفيفي، مؤلف لعدة كتب منها "لأنك الله"، "الرجل النبيل"، "في الظل"، "أعمق من الكلمة"، "يوسفيات"، و كتاب "عبق وأيام- نافذة على أيام التابعين".
يتحدث الكتاب عن سيرة أنبل رجل عرفته البشرية قاطبةً، رسول الله محمد بن عبدالله ﷺ، بأسلوب أدبي رفيع، مسلطاً الضوء على بعض مواقف النبي الكريم ﷺ مع صحابته وزوجاته وعامة المسلمين، ومتوقفاً في سيرته ﷺ عند مختلف محطات حياته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، مبرزاً في كل فصل من فصول الكتاب جانباً من جوانب شخصيته ﷺ، مستخلصاً العبر والحكم وفقه السيرة من الأسوة المحمدية النبيلة.
وجاء في إهداء المؤلف "إلى الجذع الذي حنَّ ذات يومٍ للحبيب - عليه الصلاة والسلام - أهدي هذا الكتاب!"
ومن خلال الاقتباسات التي اخترتُها أدناه يتضح جلياً جمال الكتاب وحسن سبكه ودقة مفرداته، كما يظهر من خلالها أسلوب الكاتب وطريقة عرضه.
الكتاب متوفر صوتياً في منصة يوتيوب (إجمالي طوله 170 دقيقة)، مجزَّءاً إلى خمسة أجزاء، إذ يتراوح طول كل جزء منها ما بين 29 إلى 39 دقيقة، وفيما يلي رابط كل جزء من الأجزاء الخمسة:
1/5
https://youtu.be/ok6TX34_jD8?si=V91fkol5WBx8J9JO
2/5
https://youtu.be/o697Mdyfo4Y?si=jcCZfGWSjXObgyvH
3/5
https://youtu.be/jMfKSkT1PjY?si=BPfcwQvV6sZXcnJ5
4/5
https://youtu.be/Ze9FAs7guaQ?si=ARA7lqiEkwFsWkNZ
5/5
https://youtu.be/HfBxQOf9Hic?si=DNbupCB6iTqFZocA
"- [اقتباس من المحاضرة 1] ولكن العجب هو مجموعة القيم التي تشكل سوراً يحيط بذلك الفتى آنف الذكر (ﷺ) والتي تجعل الدينار والدرهم في منزلة متأخرةٍ من اهتماماته، وكأنه لم يحضر للسوق للبيع، وإنما ليوزع شيئاً من رؤاه واعتقاداته ومبادئه بالمجان؛ حتى ينضح على هذه الكتل البشرية شيئا من إنسانيته المكتظة بالأشياء الثمينة .."
"- [اقتباس من المحاضرة 1] يدخلُ الغار (ﷺ) فليتقي النوران، نورٌ يتدفقُ منه، ونورٌ آخر يتدفقُ إليه، والغارُ بعد أن كان جزءاً من جبل صغير، بات الجبلُ العظيمُ محمدٌ جزءاً منه، والعادة أن تكون المغارات في الجبال، لا الجبال في المغارات!"
"- [اقتباس من المحاضرة 1] يمشي معاذٌ ذات يوم، يمشي كما يمشي الآلاف، لم يكن يعتقد أنه على موعد بعد لحظات مع أجمل كلمةٍ يمكن لأذنيه سماعها في حياته كلها، فإذا بالنبي محمد ﷺ يقترب منه ويمسك بيده؛ أيُّ دفءٍ يخطط النبي محمد ﷺ يغمُرَ معاذاً به! ثم يقول: "يا معاذ! والله إني أحبك""
"- [اقتباس من المحاضرة 2] يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو من هو في البطولة والشجاعة: "كنا إذا احمرَّ البأس ولقي القومُ القومَ اتقينا برسول الله ﷺ فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه". اتخيلتَ البأسَ كيف يحمَرّ ؟ ... عند تلك اللحظات الحاسمة، تغدو شجاعة علي بن أبي طالب، وطلحة والزبير، وحمزة وأبي دجانة، شيئاً متواضعاً عند شجاعة النبي ﷺ."
"- [اقتباس من المحاضرة 4] قال رسول الله ﷺ لأبي موسى الأشعري: "لو رأيتني وأنا استمع إليك البارحة، لقد أؤتيت مزمارا من مزامير آل داود". إن تصنع عدم المبالاة لا يصنع العظماء، فالعظيم هو من لا تفوته التفاصيل المؤثرة، التي يجعل التعليق عليها الحياة أجمل والأرواح أكثر طمأنينة."
"- [اقتباس من المحاضرة 4] إن تحول الإنسان إلى صحراء قاحلة لا تحس ولا تهش للجمال، ولا تعبر عن التفاتات الروح، ليس شيئاً جيداً، فضلا عن أن يكون من منازع الرجولة وسمات القيادة."
"- [اقتباس من المحاضرة 4] وهكذا كان النبي ﷺ مُلهِماً نافخاً روح الحياة في قلوب من حوله؛ فيخرجهم بذلك من الهامش إلى المتن، ومن الانفعال إلى الفاعلية، لقد نقل مواهبهم من دائرة الميولات الشخصية إلى حقل التأثير والبناء، نفض عن من حوله العاديّة، وألبسهم ثياب العظمة، وصدق الشاعر حين قال: (هل تطلبون من المختار معجزةً ،، يكفيه شعبٌ من الأمواتِ أحياهُ)"
"- [اقتباس من المحاضرة 4] .. فيرى رسول الله ﷺ اهتمام معاذ بن جبل بالعلم، فيوقع له أن معاذا يسبق العلماء برتوة ، ويرى انكباب زيد بن ثابت على تعلم الفرائض، فيهمس بأن "أفرضكم زيد"، ويرى قلب أبي عبيدة المعجون بالأمانة فيقول عنه "أمين هذه الأمانة"، وتبهره بسالة طلحة يوم أحد فيعلق عليه وسام "من سرَّه أن ينظر إلى شهيدٍ يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة ابن عُبيد الله"، ويسأله أبو هريرة عن أسعد الناس بشفاعته يوم القيامة فيزيده نهمةً في العلم بقوله: "لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك"، ويشعر بصدق أبي ذرٍّ الذي تجاوز كل صدق فيقول عنه "ما أقلَّت الغبراء من ذي لهجةٍ أصدقَ من أبي ذر"، ويلمحُ سيف خالد بن الوليد الذي سلطه على الأعداء فيقولُ عنه "سيف من سيوف الله" …"
"- [اقتباس من المحاضرة 4] قال رسول الله ﷺ: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"."
"- [اقتباس من المحاضرة 4] روى أنس بن مالك: أَصَابَ أَهْلَ المَدِينَةِ قَحْطٌ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ، فَبيْنَا هو يَخْطُبُ يَومَ جُمُعَةٍ، إذْ قَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الكُرَاعُ، هَلَكَتِ الشَّاءُ، فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ ودَعَا، قالَ أَنَسٌ: وإنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا، ثُمَّ اجْتَمع ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ المَاءَ حتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ إلَيْهِ ذلكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقالَ يا رَسولَ اللَّهِ: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قالَ: حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا فَنَظَرْتُ إلى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ المَدِينَةِ كَأنَّهُ إكْلِيلٌ."
"- [اقتباس من المحاضرة 4] وفي عرفات وقفَ رسول الله ﷺ أمام مشروعه الناجح، وقف أمام أكثر من مائة ألف إنسان مسلم، كان جميعهم قبل عشرين سنة يسجدون لهُبَل، ويعبدون العُزَّى، ويعظمون مناة الثالثة الأخرى، والآن صاروا يهتفون "لبيك اللهم لبيك"، يقف في نفس المكان الذي نُغصت حياته فيه، وطُرِد منه، وخُطِّط لاغتياله، وهُتِف فيه بأنه شاعرٌ وكاهنٌ ومجنون، واليوم مائة ألف يقول كل واحد منهم "أشهد أن محمداً رسول الله"، هذه هي الشهادة العالمية، هذا هو الإنجاز الأكثر إبهارا في تاريخ العالم كله!"
كتاب ماتع وشائق، مكتوبٌ بأسلوب أدبي رفيع عن سيرة أنبل رجل عرفته البشرية قاطبةً، رسول الله محمد بن عبدالله ﷺ.
والكتاب الصوتي المتوفر في يوتيوب مقروء بطريقة مضبوطة ومتقنة، مما يشجع المستمع على الرغبة في مواصلة الإنصات لكل فقرة من فقرات الكتاب بلا توقف.
أنصح بقراءته والاستماع له.
لا يوجد تعليقات
أترك تعليقًا Cancel